الأحد، 12 يوليو 2015

قصة الموت بين بغداد و القاهرة ..... 9


الفصل التاسع

-  وعليكم السلام. اجابه عدد من الاشخاص.
-  كيف حال المجاهدين ؟
استمر احمد يسمع "المغربي" وهو يسأل تارة ويوجه تارة وكان من بينها :
-  أي جاسوس او منافق تُمسكوه اقتلوه على الفور... واضح.
استمع احمد الى المحادثة وقد أحس بقلق و خوف على مصيره بعد ان تعرف على صاحب الصوت.
كان صوت "ابو الاسود" , المغربي هو ابو الاسود , ما الذي جاء ب"ابو الاسود" الى هنا ,
-  اينما اذهب اجده في وجهي .
قال احمد في نفسه , تصور احمد للحظة لو ان "ابو الاسود" رآه وتعرف عليه , ماذا كان فعل به. وماذا يفعل "ابو الاسود" في العراق مع داعش ! يبدو انه من ضمن القادة. لقد اعطى اوامر باعدام جميع الجواسيس هل سيعدم هو كجاسوس.
لحظات وبدأ صوت وقع الاقدام يبتعد , وبدأت الاصوت تقل , ساد الهدوء للحظات قبل ان يقترب اشخاص من مكانه .
-  جاسم  خذه و اسجنه مع عمر ؟
كان صوت ابو محمد وهو يوجه احد الاشخاص بخصوص احمد.
مرة اخرى بدا احمد رحلة على الاقدام لدقائق , كانت الرحلة لمبنى اخر , سمع احمد صوت مزلاج و صرير باب حديدي يفتح , لا بد انه زنزانة ما , دفعته اليد داخل الغرفة ثم اعادت غلق الباب.
بعد ذلك احس احمد بشخص يقترب منه ويرفع عنه عصابة العينين. نظر احمد كان امامه شابا في العشرين من عمره صغير الحجم يرتدي قميصا وبنطلونا. لابد انه عمر.
 كانت غرفة صغيرة مع نافذة اصغر تسمح بتغيير الهواء و مرور بعض الضوء , تلك التي وضع فيها احمد وكانت جزءا من بيت مبني من الطابوق والسمنت.
فتح الشاب قيد احمد .
-  من اين انت ؟
-  انا جئت من اربيل ؟
-  وما الذي جاء بك ؟
-  اخي يعيش في سامراء وحالته الصحية حرجة واود نقله الى اربيل ؟
-  لهجتك , ليست عراقية.
-  انا اعيش في الخارج منذ سنوات عديدة , وانت ؟
-  انا من ديالى.
-  ولماذا يقبض عليك المسلحون ؟
-  انت لماذا قبضوا عليك ؟
-  يعتقدون اني جاسوس لذلك قرروا حجزي هنا.
-  انا قصتي اطول من قصتك , انا طالب في كلية القانون في تكريت , عندما دخلت داعش للمدينة لم استطع الخروج منها واضطررت  للانظمام اليهم و في الحقيقة كنت في البداية متأثرا بهم ... بعد ذلك تبدلت عندي الصورة و قررت الهروب والعودة الى اهلي في ديالى ولكنهم امسكوني واعتبروني مرتدا عن افكارهم.
-  وما هو مصيرك ؟
-  سيعرضوني على القاضي والشرعي وسيقرر مصيري.
-  هل تعرف من هو المغربي ؟
-  " ابو ادريس المغربي" , انه وزير المخابرات في داعش.
-  من اين تعرفه ؟
-  المقاتلون كلهم يعرفوه , انه يقوم بجولات على الجبهة ما بين سوريا والعراق.
-  وهل تخافون منه ؟ 
-  هم يخافون منه ... انه يقتل بسهولة  و بدون تردد.
- عندما جاء , اخفاني المسلحون حتى لا يراني .
 - لو رآك لقتلك فورا.
 -  لقد كنت مهاجر لسنوات عديدة وبعيداً عن العراق وعدت من اجل اخي ... الا تشرح لي كيف استطاع هؤلاء احتلال محافظات العراق , اين كانت الحكومة و الجيش.
-  بعد انسحاب الجيش الامريكي من العراق , بدأت حكومة المالكي الطائفية بقمع السنة وإذلالهم و ازدادت الاعتقالات لاهل السنة حتى بلغ عدد المعتقلين عشرات الالاف بدون ذنب او تهمة , ونشطت الميليشيات الايرانية في اغتيال الصحوات التي حاربت القاعدة سابقا بالتعاون مع الامريكان , بعد ذلك خرجنا نحن السنة في مظاهرات واعتصامات في الموصل والانبار وصلاح الدين وديالى وبغداد وكركوك مطالبين بحقوقنا و بالمساواة , وكانت النتيجة ان المالكي ومن وراءه استمروا في اسلوبهم في قمعنا الى ان حصلت مجزرة الحويجة وقتل جيش المالكي اكثر من سبعين شخص من الرجال والشباب العزل , بعد ذلك بدأ السنة في تشكيل المجموعات المسلحة لمحاربة الحكومة , وعندما دخلت داعش الموصل في شمال العراق وجد السنة انهم المنقذون من الهوان والذل الذي عاشوه في ظل حكومة وجيش المالكي , اما جيش المالكي فمعظمه من المرتزقة او المتطوعين من اجل الراتب لذلك فر اكثرهم بدون قتال ... والمسلحون من اهل السنة ناقمون على الحكم في بغداد ومستعدون للموت , ويرون انه خير من الحياة في ظل حكومة بغداد وايران... هل رايت "ابو محمد" ؟
-  سمعت صوته ولم اره.
-  كان يعمل مهندسا في الحكومة وقد قتل اخوه وابنه في مجزرة الحويجة ومنذ ذلك الوقت قرر قتال الحكومة.
- و "المغربي" كيف هو شكله ؟  لقد سمعت صوته ولم اره.
وصف عمر شكل "المغربي" لاحمد , وكانت الوصف مطابقاً لشكل "ابو الاسود" , لم يعد لدى احمد شك في انه هو , ضابط المخابرات الاسرائيلي من قوة العمليات الخاصة , ضابط ذو امكانيات هائلة , عالي التدريب يتقن العربية بعدة لهجات , منذ اكثر من عشر سنوات وهو ينتحل دور مجاهد في تنظيم القاعدة مهمته اختراق الجماعات المتطرفة و تنظيمها و توجيهها لضرب مصالح الدول العربية والاسلامية  , عمل متنقلا من المغرب العربي الى السودان والصومال والان يعمل في العراق وسوريا مع تنظيم داعش.
بعد ان اخذ المسلحون هاتفه وسجنوه اصبح منقطعا عن العالم و محجوزا , ادرك احمد ان عليه انتظار مصيره الذي سيقرره المسلحون.

ليست هناك تعليقات: