الفصل الثامن
عند
نقطة تفتيش للقوات الكردية توقفت سيارة احمد.
-
هذه
ابعد نقطة استطيع ايصالك لها , كن على حذر . رافقتك السلامة.
نزل
كمال وتكلم مع افراد السيطرة فسمحوا للسيارة بالمرور , بدأ احمد يسير على طريق
ترابي متبعا خارطة جهاز التموضع العالمي (جي بي أس ).
بدأ
احمد يسير بهدوء و بحذر , كان الطريق زراعيا على جوانبه تنتشر مساحات جرداء واسعة
, كانت هناك بيوت متفرقة و منتشرة على جوانب الطريق بعضها مهدم او محترق بالاضافة
الى بعض السيارات و المدرعات المحترقة , كانت ببساطة ساحة حرب.
اقترب
احمد من احدى الاراضي التي تغطيها سيقان القصب والاعشاب الخضراء الطويلة.
فجأة
سمع احمد اطلاقة نار قريبة و صياح .
ضغط
احمد على موقف السيارة بقوة فتوقفت على مسافة امتار مثيرة عاصفة من الغبار على
الطريق الترابي. من بين القصب ظهر رجلان مسلحان ببنادق كلاشنكوف الروسية , كانا في
عمر الشباب و نفس العمر تقريبا :
-
توقف
! والا قتلناك .
صرخ
احدهما باحمد.
-
انا
غير مسلح , انا اعزل ؟
قال
احمد ذلك ورفع يديه .
وجه
المسلحان بنادقهما باتجاه احمد :
-
ابقي
يديك مرفوعة وانزل بسرعة.
فتح
احمد باب السيارة باحدى يديه عاد ورفعها و ترجّل من السيارة .
-
لا
تطلقوا النار ... انا اعزل.
-
اين
هويتك ؟
قال
احدهما وهو يقترب من احمد وفوهة بندقيته ما زالت موجهة اليه فيما كان الثاني على
مسافة يراقب بعيدا عن احمد. ادخل احمد يده في جيبه لاخراج الهوية فضغط
على الزر الايمن لهاتفه المحمول ثم تناول بطاقة الهوية.
ناوله
احمد البطاقة , اخذها المسلح وقرأ الاسم ثم نظر الى احمد.
-
انت كردي ؟
-
نعم
.
-
ماذا تفعل هنا ؟
ذلك
وهو يفتش احمد بحثا عن سلاح او شيء مريب.
-
لدي اخ يعيش في سامراء وهو في
حالة صحية خطرة و اود نقله الى اربيل.
-
انه كذاب , لا شك انه جاسوس.
قال
المسلح الثاني مخاطبا رفيقه.
-
صدقني , انا لا اكذب.
قال
احمد مدافعا عن نفسه.
ثم تقدم المسلح الثاني ليفتش السيارة فتح الابواب
واخذ مفتاح السيارة و فتش صندوق السيارة.
-
إنها آمنة.
-
لنأخذه الى القائد
.
تابع
المسلح الأول.
-
لست جاسوسا , صدقوني.
قال
احمد وهو يعرف ان لعب دور الممثل البارع في هذا الوضع افضل من لعب دور البطل.
- تقدم امامنا ... سنطلق النار
عليك اذا قمت باي محاولة مريبة.
-
لا تطلقا النار انا مسالم ...
اخي المريض ينتظرني وهو في حالة حرجة.
-
اصمت ... اعصب عينيه و اربط يديه
...
قال
المسلح الثاني.
تم
عصب عيني احمد بقطعة من القماش ثم سمع احمد احد المسلحين وهو يبحث عن سلك كهربائي.
-
ارجع
يديك الى الخلف.
اطاع
احمد الاوامر فربطت يديه خلف ظهره بقوة وامسكه احدهما من ذراعه يسوقه الى مصيره
المجهول.
في
تلك اللحظات احس احمد لاول مرة في حياته انه قد ذهب بعيدا في مغامراته فهو لاول
مرة بين يدي مسلحين لا يفرقون بين موته او حياته وبدون اي دعم وليس هناك من يحميه
او يتابع تحركاته , فهو في ارض غريبة لسبب غريب وبين ايدي اناس غرباء. احس احمد في
تلك الساعة انه خاطر لمدى بعيد بقبوله لهذه المهمة.
بعد
دقائق من المسير في ارض ترابية وعرة. احس احمد انهم وصلوا الى مكان ذي ارض مستوية
ومرصوفة وبدأ يسمع اصوات اشخاص من بعيد.
-
من
اين جلبت هذا ؟
سمع
احمد احد الاشخاص يقول.
دخل
احمد بناية ما والمسلح بدأ يدفع به من كتفه بسبب ضيق البناء .
-
السلام
عليكم ...
وقبل
ان ينتظر الاجابة اضاف :
-
لقد
امسكنا هذا و هو قادم من كركوك وبطاقة هويته تثبت انه كردي ويقول انه يريد الذهاب
الى سامراء.
-
الا
تعلم ان هناك حرب وقتال ... هل انت معتوه !
قال
الصوت الذي اعتقد احمد انه قائد تلك المجموعة من المسلحين.
- اخي
في حالة حرجة في سامراء واريد نقله الى اربيل للعلاج.
في
هذه الاثناء دخل المكان شخص آخر في عجلة وهو يتكلم بارتباك :
-
ابو
محمد , جاء "المغربي".
-
اخفيه
في الممر , لا تجعل المغربي يراه.
-
حسنا.
احس
احمد بقبضة قوية تسحبه بسرعة الى خارج المكان وتوقفه في مكان ما. لم تكن المسافة
بعيدة عن المكان الذي كان فيه.
-
لا
تصدر أي صوت والا تم اعدامك , لا تتحرك من هنا.
قال
له المسلح , ثم احس احمد به يبتعد , قبل ان يسمع احمد جلبة من الاصوات واصوات
اقدام كثيرة.
-
السلام
عليكم ... كيفكم ؟
كان
صوت جهوري حاد مع لهجة غريبة رن في إذني احمد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق