السبت، 25 يوليو 2015

قالوا في الزهد

وقال الحسن البصري: الزهد في الدنيا أن تبغض أهلها وتبغض ما فيها:.
وقيل لبعضهم: ما الزهد في الدنيا؟ قال: ترك ما فيها على ما فيها.
وقال رجل لذي النون المصري: متى أزهد في الدنيا؟ فقال: إذا زهدتَ في نفسك.
وقال محمد بن الفضل: إيثار الزهاد عند الاستغناء، وإيثار الفتيان عند الحاجة، قال الله تعالى: " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " .
وقال الكتاني: الشيء الذي لم يخالف فيه كوفي ولا مدني ولا عراقي، ولا شامي: الزهد في الدنيا، وسخاوة النفس، والنصيحة للخلق، يعني أن هذه الأشياء لا يقول أحد إنها غير محمودة.
وقال رجل ليحيى بن معاذ: متى أدخل حانوت التوكل، وألبس رداء الزاهدين؟ فقال: إذا صرت من رياضتك في السر إلى حد لو قطع الله عنك الرزق ثلاثة أيام لم تضعف في نفسك.
فأما ما لم تبلغ هذه الدرجة فجلوسك على بساط الزاهدين جهل، ثم لا آمن عليك أن تفتضح بينهم!! وقال بشكر الحافي: الزهد: ملك لا يسكن إلا في قلب مخلي.
سمعت محمد بن الحسين، رحمه الله، يقول: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت بن محمد بن الأشعث البيكندي يقول: من تكلم في الزهد، ووعظ الناس، ثم رغب في مالهم، رفع الله تعالى حب الآخرة من قلبه.
وقيل: إذا زهد العبد في الدنيا وكل الله تعالى به ملكاً يغرس الحكمة في قلبه.
وقيل: لبعضهم: لم زهدت في الدنيا؟ فقال: لزهدها فيَّ.
وقال أحمد بن حنبل: الزهد على ثلاثة أوجه: ترك الحرام، وهو: زهد العوام: والثاني: ترك الفضول من حلال، وهو: زهد الخواص.
والثالث: ترك ما يشغل العبد عن الله تعالى، وهو: زهد العارفين.
سمعت الأستاذ أبا علي الدَّقاق، يقول: قيل لبعضهم: لم زهدت في الدنيا؟ قال: لما زهدت في أكثرها أنفت من الرغبة في أقلها.
وقال يحيى بن معاذ: الدنيا كالعروس المجلوة، ومن يطلبها ما شطتها والزاهد فيها يسخم وجهها، وينتف شعرها، ويحرق ثوبها والعارف مشتغل بالله تعالى، لا يلتفت إليها.


من كتاب الرسالة القشيرية للامام ابي القاسم القشيري








 

الجمعة، 24 يوليو 2015

اي الاعمال افضل

باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال:

«258» وحدثنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا إبراهيم بن سعد (ح) وحدثني محمد بن جعفر بن زياد أخبرنا إبراهيم- يعني ابن سعد- عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال: ((إيمان بالله)). قال ثم ماذا قال: ((الجهاد في سبيل الله)). قال ثم ماذا قال: ((حج مبرور)). وفي رواية محمد بن جعفر قال: ((إيمان بالله ورسوله)).

«259» وحدثنيه محمد بن رافع وعبد بن حميد عن عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري بهذا الإسناد مثله.

«260» حدثني أبو الربيع الزهراني حدثنا حماد بن زيد حدثنا هشام بن عروة (ح) وحدثنا خلف بن هشام- واللفظ له- حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي مراوح الليثي عن أبي ذر قال: قلت يا رسول الله أي الأعمال أفضل قال: ((الإيمان بالله والجهاد في سبيله)). قال: قلت أي الرقاب أفضل قال: ((أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمنا)). قال: قلت فإن لم أفعل قال: ((تعين صانعا أو تصنع لأخرق)). قال: قلت يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل قال: ((تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك)).

«261» حدثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد قال عبد أخبرنا وقال ابن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن حبيب مولى عروة بن الزبير عن عروة بن الزبير عن أبي مراوح عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه غير أنه قال: ((فتعين الصانع أو تصنع لأخرق)).

«262» حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن الوليد بن العيزار عن سعد بن إياس أبي عمرو الشيباني عن عبد الله بن مسعود قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل قال: ((الصلاة لوقتها)). قال: قلت ثم أي قال: ((بر الوالدين)). قال: قلت ثم أي قال: ((الجهاد في سبيل الله)). فما تركت أستزيده إلا إرعاء عليه.

«263» حدثنا محمد بن أبي عمر المكي حدثنا مروان الفزاري حدثنا أبو يعفور عن الوليد بن العيزار عن أبي عمرو الشيباني عن عبد الله بن مسعود قال: قلت يا نبي الله أي الأعمال أقرب إلى الجنة قال: ((الصلاة على مواقيتها)). قلت وماذا يا نبي الله قال: ((بر الوالدين)). قلت وماذا يا نبي الله قال: ((الجهاد في سبيل الله)).

«264» وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن الوليد بن العيزار أنه سمع أبا عمرو الشيباني قال: حدثني صاحب هذه الدار- وأشار إلى دار عبد الله- قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله قال: ((الصلاة على وقتها)). قلت ثم أي قال: ((ثم بر الوالدين)). قلت ثم أي قال: ((ثم الجهاد في سبيل الله)) قال: حدثني بهن ولو استزدته لزادني.

«265» حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة بهذا الإسناد مثله. وزاد وأشار إلى دار عبد الله وما سماه لنا.

«266» حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الحسن بن عبيد الله عن أبي عمرو الشيباني عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضل الأعمال- أو العمل- الصلاة لوقتها وبر الوالدين)).