الأربعاء، 24 فبراير 2016

يا الله



يا الله

? يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ? : إذا اضطرب البحرُ ، وهاج الموجُ ، وهبَّتِ الريحُ ، نادى

أصحابُ السفينةِ : يا الله.
إذا ضلَّ الحادي في الصحراءِ ومال الركبُ عن الطريقِ ، وحارتِ القافلةُ في السيرِ ، نادوا : يا الله.
إذا وقعت المصيبةُ ، وحلّتِ النكبةُ وجثمتِ الكارثةُ ، نادى المصابُ المنكوبُ : يا الله.
إذا أُوصدتِ الأبوابُ أمام الطالبين ، وأُسدِلتِ الستورُ في وجوهِ السائلين ، صاحوا : يا الله .
إذا بارتِ الحيلُ وضاقتِ السُّبُلُ وانتهتِ الآمالُ وتقطَّعتِ الحبالُ ، نادوا : يا الله.
إذا ضاقتْ عليك الأرضُ بما رحُبتْ وضاقتْ عليك نفسُك بما حملتْ ، فاهتفْ: يا الله.

إليه يصعدُ الكلِمُ الطيبُ ، والدعاءُ الخالصُ ، والهاتفُ الصَّادقُ ، والدَّمعُ البريءُ ، والتفجُّع الوالِهُ .
إليه تُمدُّ الأكُفُّ في الأسْحارِ ، والأيادي في الحاجات ، والأعينُ في الملمَّاتِ ، والأسئلةُ في الحوادث.
باسمهِ تشدو الألسنُ وتستغيثُ وتلهجُ وتنادي،وبذكرهِ تطمئنُّ القلوبُ وتسكنُ الأرواحُ ، وتهدأُ المشاعر وتبردُ الأعصابُ ، ويثوبُ الرُّشْدُ ، ويستقرُّ اليقينُ، ? اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ ?

الله : أحسنُ الأسماءِ وأجملُ الحروفِ ، وأصدقُ العباراتِ ، وأثمنُ الكلماتِ، ? هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً ? ؟! .
اللهُ : فإذا الغنى والبقاءُ ، والقوةُ والنُّصرةُ ، والعزُّ والقدرةُ والحِكْمَةُ ، ? لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ? .
الله : فإذا اللطفُ والعنايةُ ، والغوْثُ والمددُ ، والوُدُّ والإحسان ، ? وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ? .
الله : ذو الجلالِ والعظمةِ ، والهيبةِ والجبروتِ.

اللهم فاجعلْ مكان اللوعة سلْوة ، وجزاء الحزنِ سروراً ، وعند الخوفِ أمنْاً. اللهم أبردْ لاعِج القلبِ بثلجِ اليقينِ ، وأطفئْ جمْر الأرواحِ بماءِ الإيمانِ .
يا ربُّ ، ألق على العيونِ السَّاهرةِ نُعاساً أمنةً منك ، وعلى النفوسِ المضْطربةِ سكينة ، وأثبْها فتحاً قريباً. يا ربُّ اهدِ حيارى البصائرْ إلى نورِكْ ، وضُلاَّل المناهجِ إلى صراطكْ ، والزائغين عن السبيل إلى هداك .
اللهم أزل الوساوس بفجْر صادقٍ من النور ، وأزهقْ باطل الضَّمائرِ بفيْلقٍ من الحقِّ ، وردَّ كيد الشيطانِ بمددٍ من جنودِ عوْنِك

مُسوِّمين.
اللهم أذهبْ عنَّا الحزن ، وأزلْ عنا الهمَّ ، واطردْ من نفوسنِا القلق.
نعوذُ بك من الخوْفِ إلا منْك ، والركونِ إلا إليك ، والتوكلِ إلا عليك ، والسؤالِ إلا منك ، والاستعانِة إلا بك ، أنت وليُّنا ، نعم المولى ونعم النصير.


من كتاب "لا تحزن" للشيخ عائض القرني







الأحد، 21 فبراير 2016

كيف تذاكر افضل ... موضوع قيم

استراتيجيات للمذاكرة، إعداد بوب نيلسون، ترجمة علي الأحمد.
المقدمة

يقضي الإنسان منا عادة 12 سنة في المدرسة. وقد يضيف عليها 3-5 سنوات في الجامعة. ممن الممكن بعدها أن يستمر في دراسته ليحصل على الماجستير أو الدكتوراه. هذا بالإضافة إلى الدورات التعليمية في المجالات المختلفة سواء كانت متعلقة بالعمل أو بهوايات الشخص نفسه.
خلال هذه مدة الدراسة الطويلة هذه، يبذل الفرد منا جهدا ليس بسيطا لنجاح والحصول على الشهادات المطلوبة. وقد يوفّق البعض، بينما لا يوفّق الآخرين. وحتى درجة التوفيق في النجاح تختلف من شخص لآخر. بشكل عام، إن استطاع الإنسان إيجاد وسيلة مناسبة للدراسة، سيساعده ذلك على اجتياز هذه المرحلة بأقل "خسائر" ممكنة إن جاز لنا التعبير.
هذا ما سنقدمه خلال هذه الدورة. إنها تحتوي على بعض التنبيهات والنصائح التي تكوّن مجتمعة طريقة فعّالة للدراسة. قد يعتبر البعض أن هذه النصائح صعبة التطبيق. لكن بالإمكان اختيار ما يتناسب مع ظروف الشخص ونفسيته، وترك ما لا يتناسب معه.
المكان المناسب لك
إن الدراسة تشتمل على نشاطين رئيسيين هما (القراءة، والكتابة). ومن الضروري جدا البحث عن مكان مناسب لكلا الأمرين. من الأفضل توفر الأمور التالية في هذا المكان:
سطح عمل مريح (طاولة أو مكتب).
مقعد مريح.
إضاءة جيدة (مصباح متحرّك إن أمكن).
من السهل إيجاد المكان المناسب إن كنت تعيش بمفردك. أما إن كنت تعيش مع عائلتك، حاول الجلوس بعيدا عن أماكن الضوضاء والحركة في المنزل.
أربع طرق
هنالك أربع طرق لاكتساب المعلومات:
عادة ما تكون إحدى هذه الطرق هي الأفضل في التعلم من البقية. وهذا الأمر يختلف من شخص لآخر. لكن بشكل عام، كلما زادت عدد الحواس المشتركة في العملية التعليمية كلما زادت الاستفادة وتركزت المعلومات. ولنأخذ مثالا على دمج هذه الطرق:
استماع: عندما تحصر الفصل وتستمع لشرح المعلّم.
كتابة: عندما تدوّن الملاحظات.
رؤية: عندما تبدأ الدراسة وتقرأ ملاحظاتك.
تسميع: عندما تقرأ ما كتبت بصوت عال.
جزّء أوقات الدراسة
من الأفضل تحديد فترات للدراسة تتخللها فترات للراحة. فهذا يحول دون الإصابة بالإحباط او الإجهاد الذي قد يسببه التركيز لمدة طويلة. وهذا الأمر يحتاج لتخطيط. فإذا شعرت أنك بحاجة لساعة كاملة لتعلم مسألة إحصائية، قم بتقسيم هذه الساعة لثلاث فترات زمنية مدتها 20 دقيقة للدراسة وافصل بينها بـ 20 أو 30 دقيقة للراحة. يمكنك استغلال هذه أوقات الراحة هذه في أمور كثيرة، كأداء بعض الأعمال المنزلية، أو مشاهدة التلفزيون، أو ممارسة لعبة معينة، أو الاستماع للراديو. أما إن كان وقتك ضيقا فبإمكانك دراسة مادة ثانية في فترات الراحة هذه.
حاول أن لا تلجا لعملية "حشو الدماغ" الذي يلجأ له الكثير من الطلبة، حيث يبدءون الدراسة في اليوم الذي يسبق الامتحان مباشرة. لتلافي هذا الأمر يجب أن تقتنع تماما أن الدراسة يجب أن تكون أولا بأول. سيساعد هذا على التقليل من قلق الذي يسبق الامتحان عادة.
نصائح عامّة
النصيحة الأولى: تبادل أرقام الهواتف.
من الضروري جدا أن تتعرّف على اثنين أو أكثر من الطلبة في كل مادة من المواد، وأن تبادلهم أرقام هواتف. سيكون لديك بذلك من تستطيع مناقشته في المعلومات التي تعلمتها. كما أنك ستحصل على نسخ من الملاحظات والمعلومات والإعلانات التي دونت في المحاضرة في حالة غيابك عنها.
النصيحة الثانية: جهّز نفسك ذهنيا.

مارس عملية التأمل لتهدئة نفسك وتصفية ذهنك من جميع المشاكل والهموم قبل البدء بالدراسة. إن لم يسبق لك محاولة الاستغراق في التأمل، يوجد بالمكتبة العديد من الكتبة الجيدة حول "كيف يمكنك" ذلك.
إن كنت تعتقد أن هذا الأمر لا يناسبك، استخدم أساليبك الخاصة لتهدئة نفسك وتصفية ذهنك. قد يكون من المفيد تجربة قراءة جزء من القرآن، أو صلاة ركعتين، أو الاستماع لموسيقى الهادئة، أو أداء بعض التمارين الرياضية. لا يهم ما تعمله ما دام يدي إلى تصفية ذهنك قبل البدء بالدراسة.
النصيحة الثالثة: التبسيط.
ستمرّ عليك أثناء دراستك فقرات تبدو صعبة الحفظ. حاول أن تبسط هذه الفقرات إلى نقاط رئيسية مكوّنة من أفعال وأسماء. لنأخذ هذه الفقرة على سبيل المثال:
التشكيل الثقافي هو التعليم على ربط عاملين في البيئة ببعضهما. العامل الأول يؤدي إلى رد فعل أو شعور معين. العامل الثاني محايد بطبعه بالنسبة لردة الفعل ، ولكن عند ربطه بالأول يحدث رد الفعل المتشكل عند الشخص منذ الصغر. مثال على التشكيل الثقافي أن كلمة وجه القمر تشير إلى الجمال عند العرب ، لكنها تشير إلى القبح عند الأمريكيين.
بدلاً من قراءة كل كلمة، يمكنك تفكيك القطعة بصرياً:
التشكيل الثقافي = التعليم = ربط عاملين
العامل الأول يؤدي إلى رد فعل
العامل الثاني = محايد بطبعه. لكن بعد ربطه بالأول --- يحدث رد الفعل.
النصيحة الرابعة: الترتيب الهجائي.
يمكن للترتيب الهجائي أن يساعد في حفظ المعلومات. افترض أن عليك تذكّر الأطعمة التسعة التالية: فاصوليا، فول، شمندر، لوبياء، فراولة، لحم، شعير، فجل، لوز.
نلاحظ هنا أن الأسماء مقسّمة إلى ثلاثة حروف هي (ش، ف، ل) -كالشعير، الفول، اللوز... الخ.
قد يساعد هذا الترتيب على الحفظ. استخدم خيالك لإيجاد أن نظام يساعدك على التذكّر.
النصيحة الخامسة: تعلّم بينما أنت نائم.

أخيرا اقرأ أي شيء تجد صعوبة في تعلّمه قبل الذهاب للنوم مباشرة. يبدو أن تماسك المعلومات يكون أكثر كفاءة وفاعلية خلال النوم. إن عقلك "النائم" أكثر صفاء من عقلك "المستيقظ".
الكتب
يمكنك تثبيت المعلومات في عقلك باتباع أساليب بسيطة، من أهمها (تخطيط وإبراز) الأفكار الهامة في الكتاب. وهذه بعض الأمور التي قد تساعدك في عمل ذلك:
· ... اقرأ قسماً واحداً فقط وعلم ما تريد بعناية.
· ... أرسم دائرة أو مربع حول الكلمات المهمة أو الصعبة.
· ... على الهامش رٌقم الأفكار المهمة والرئيسية.
· ... ضع خطاً تحت كل المعلومات التي تعتقد بأهميتها.
· ... ضع خطاً تحت كل التعاريف والمصطلحات.
· ... علم الأمثلة التي تُعبر عن النقاط الرئيسة.
· ... في المساحة البيضاء من الكتاب أُكتب خلاصات ومقاطع وأسئلة.

الجمعة، 19 فبراير 2016

توبة بشر الحافي

توبة بشر بن الحارث الحافي
أخبرنا محمد بن عبد الباقي أنا حمد بن أحمد قال: سمعت عبد الله بن محمد بن جعفر يقول: سمعت عبد الله بن محمد يقول: سمعت محمد بن الدينوري يقول: سمعت بشر بن الحارث وسئل: ما كان بدء أمرك لأن اسمك بين الناس كأنه اسم نبي؟ قال: هذا من فضل الله وما أقول لكم؟ كنت رجلاً عياراً صاحب عصبية فجزت يوماً فإذا أنا بقرطاس في الطريق فرفعته فإذا فيه: " بسم الله الرحمن الرحيم " فمسحته وجعلته في جيبي وكان عندي درهمان ما كنت أملك غيرهما فذهبت إلى العطارين فاشتريت بهما غالية ومسحته في القرطاس فنمت تلك الليلة فرأيت في المنام كأن قائلا يقول: يا بشر بن الحارث! رفعت اسمنا عن الطريق وطيبته لأطيبن اسمك في الدنيا والآخرة! ثم كان ما كان وحكي أن بشراً كان في زمن لهوه في داره وعنده رفقاؤه يشربون ويطيبون فاجتاز بهم رجل من الصالحين فدق الباب فخرجت إليه جارية فقال: صاحب هذه الدار حر أو عبد؟ فقالت: بل حر! فقال: صدقت لو كان عبداً لاستعمل أدب العبودية وترك اللهو والطرب فسمع بشر محاورتهما فسارع إلى الباب حافياً حاسراً وقد ولى الرجل فقال للجارية: ويحك! من كلمك على الباب فأخبرته بما جرى فقال: أي ناحية أخذ الرجل؟ فقالت: كذا فتبعه بشر حتى لحقه فقال له: يا سيدي! أنت الذي وقفت بالباب وخاطبت الجارية؟ قال: نعم قال: أعد علي الكلام فأعاده عليه فمرغ بشر خديه على الأرض وقال: بل عبد! عبد! ثم هام على وجهه حافياً حاسراً حتى عرف بالحفاء فقيل له: لم لا تلبس نعلاً قال: لأني ما صالحني مولاي إلا وأنا حاف فلا أزول عن هذه الحالة حتى الممات .
من كتاب التوابين لابن قدامة

الخميس، 18 فبراير 2016

لماذا تغير الخليفة عمر بن عبد العزيز بعد توليه الخلافة !

عن سفيان الثورى، عن أبي الزناد، عن أبي حازم قال: قدمت على عمر بن عبد العزيز بخناصرة وهو يومئذ أمير المؤمنين، فلما نظر إلى عرفني ولم أعرفه، فقال لي: ادن يا أبا حازم، فلما دنوت منه عرفته، فقلت: أنت أمير المؤمنين؟ قال: نعم، قلت: ألم تكن عندنا بالأمس بالمدينة أميراً لسليمان ابن عبد الملك فكان مركبك وطياً، وثوبك نقياً، ووجهك بهياً وطعامك شهياً، وقصرك مشيداً، وحديثك كثيراً، فما الذي غير ما بك وأنت أمير المؤمنين؟ قال: أعد علي الحديث الذي حدثتنيه بالمدينة، فقلت: نعم يا أمير المؤمنين سمعت أبا هريرة، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن بين أيديكم عقبة كؤوداً لا يجوزها إلا كل ضامر مهزول " فبكى طويلاً.


الأربعاء، 17 فبراير 2016

البحث عن الحقيقة ... قصة حياة سلمان الفارسي رضي الله عنه

عن أبي الطفيل عامر بن وائلة، حدثني سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه قال: كنت رجلاً من أهل جي، وكان أهل قريتي يعبدون الخيل البلق، فكنت أعرف أنهم ليسوا على شيء فقيل لي: إن الدين الذي تطلب إنما هو قبل المغرب، فخرجت حتى أتيت أداني أرض الموصل، فسألت عن أعلم أهلها فدللت على رجل في قبة، أو في صومعة، فأتيته، فقلت: إني رجل من المشرق، وقد جئت في طلب الخير، فإن رأيت أن أصحبك وأخدمك وتعلمني مما علمك الله. قال: نعم، فأجري على مثل الذي يجري عليه من الحبوب والخل والزيت، فصحبته ما شاء الله أن أصحبه، ثم نزل به الموت، فلما نزل به الموت جلست عند رأسه أبكي. قال: ما يبكيك؟ قلت: انقطعت من بلادي في طلب الخير، فرزقني الله تعالى صحبتك فأحسنت صحبتي وعلمتني مما علمك الله، وقد نزل بك الموت فلا أدري أين أذهب؟ قال: إإلى أخ لي بمكان كذا وكذا فائته فاقرأه مني السلام وأخبره أني أوصيت بك إليه واصحبه، فإنه على الحق، فلما هلك الرجل خرجت حتى أتيت الذي وصف لي، قلت: إن أخاك فلاناً يقرئك السلام، قال: وعليه السلام ما فعل؟ قلت: هلك، وقصصت عليه قصتي ثم أخبرته أنه أمرني بصحبته فقبلني وأحسن صحبتي وأجري على مثل ما كان يجري علي عند الآخر، فلما نزل به الموت جلست عند رأسه أبكيه، فقال: ما يبكيك؟ فقلت: أقبلت من بلادي فرزقني الله تعالى صحبة فلان فأحسن صحبتي، وعلمني مما علمه الله فلما نزل به الموت أوصى بي إليك، فأحسنت صحبتي وعلمتني مما علمك الله، وقد نزل بك الموت فلا أدري أين أتوجه؟ قال: إلى أخ لي على درب الروم، ائته فاقرأه مني السلام وأخبره أني أمرتك بصحبته فاصحبه فإنه على الحق، فلما هلك الرجل خرجت حتى أتيت الذي وصف لي، فقلت: إن أخاك فلاناً يقرئك السلام، قال: وعليه السلام مافعل؟ قلت: هلك، وقصصت عليه قصتي وأخبرته أنه أمرني بصحبتك فقبلني، وأحسن صحبتي، وعلمني مما علمه الله عز وجل. فلما نزل به الموت جلست عند رأسه أبكي، فقال: ما يبكيك؟ فقصصت عليه قصتي ثم قلت: رزقني الله عز وجل صحبتك وقد نزل بك الموت فلا أدري أين أذهب؟ قال: لا أين إنه لم يبق على دين عيسى بن مريم عليه السلام أحد من الناس أعرفه، ولكن هذا أوان، أو إبان، نبي يخرج، أو قد خرج، بأرض تهامة فالزم قبتي، وسل من مر بك من التجار، وكان ممر تجار أهل الحجاز عليه إذا دخلوا الروم، وسل من قدم عليك من أهل الحجاز هل خرج فيكم أحد يتنبأ. فإذا أخبروك أنه قد خرج فيهم رجل فأته الذي بشر به عيسى عليه السلام، وآيته أن بين كتفيه خاتم النبوة، وإنه يأكل الهدية، ولا يأكل الصدقة، قال: فقبض الرجل ولزمت مكاني لايمر بي أحد إلا سألته من أي بلاد أنتم حتى مر بي ناس من أهل مكة فسألتهم من أي بلاد أنتم؟ قالوا: من الحجاز، فقلت: هل خرج فيكم أحد يزعم أنه نبي؟ قالوا: نعم، قلت: هل لكم أن أكون عبداً لبعضكم على أن يحملني عقبه ويطعمني الكسرة حتى يقدم بي مكة فإذا قدم بي مكة فإن شاء باع وإن شاء أمسك، قال رجل من القوم: أنا، فصرت عبداً له فجعل يحملني عقبه، ويطعمني من الكسرة حتى قدمت مكة، فلما قدمت مكة جعلني في بستان له مع حبشان، فخرجت خرجة فطفت مكة فإذا امرأة من أهل بلادي، فسألتها وكلمتها فإذا مواليها وأهل بيتها قد أسلموا كلهم، وسألتها عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يجلس في الحجر، إذا صاح عصفور مكة، مع أصحابه حتى إذا أضاء له الفجر تفرقوا. قال: فجلست أختلف ليلتي كراهية أن يفتقدني أصحابي، قالوا: مالك؟ قلت: أشتكي بطني، فلما كانت الساعة التي أخبرتني أنه يجلس فيها أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو محتب في الحجر وأصحابه بين يديه، فجئته من خلفه صلى الله عليه وسلم فعرف الذي أريد، فأرسل حبوته فسقطت، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه، قلت في نفسي: الله أكبر هذه واحدة، فلما كان في الليلة المقبلة صنعت مثل ما صنعت في الليلة التي قبلها لاينكرني أصحابي، فجمعت شيئاً من تمر، فلما كانت الساعة التي يجلس فيها النبي صلى الله عليه وسلم أتيته فوضعت التمر بين يديه، فقال: " ما هذا؟ " قلت: صدقة، قال: " لأصحابه: كلوا ولم يمد يديه. قال: قلت في نفسي: الله أكبر هذه ثنتان، فلما كان في الليلة الثالثة جمعت شيئاً من تمر ثم جئت في الساعة التي يجلس فيها فوضعته بين يديه، قال: " ما هذا؟ " قلت: هدية فأكل وأكل القوم، قال: قلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. فسألني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قصتي فأخبرته. فقال: " لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " انطلق فاشتر نفسك " فأتيت صاحبي فقلت: بعني نفسي. قال: نعم، أبيعك نفسك بأن تغرس لي مائة نخلة إذا أنبتت وتبين نباتها، أو نبتت وتبين نباتها، جئتني بوزن نواة من ذهب. فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته. قال: " فأعطه الذي سألك " وجئني بدلو من ماء البئر الذي يسقى، أو تسقى به، ذلك النخل " ، قال: فانطلقت إلى الرجل فابتعت منه نفسي فشرطت له الذي سألني، وجئت بدلو من ماء البئر الذي يسقي به ذلك النخل، فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فدعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه فانطلقت فغرست به ذلك النخل. فوالله ما غدوت منه نخلة واحدة. فلما تبين ثبات النخل، أو نبات النخل، أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته أنه قد تبين ثبات النخل، أو نباته، فدعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوزن نواة من ذهب فأعطانيها، فذهبت بها إلى الرجل فوضعتهافي كفة الميزان، ووضع له نواة في الجانب الآخر، فوالله ما قلت من الأرض. فأتيت بها النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " لو كنت شرطت له وزن كذا وكذا لرجحت تلك القطعة عليه فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكنت معه.تان، فلما كان في الليلة الثالثة جمعت شيئاً من تمر ثم جئت في الساعة التي يجلس فيها فوضعته بين يديه، قال: " ما هذا؟ " قلت: هدية فأكل وأكل القوم، قال: قلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. فسألني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قصتي فأخبرته. فقال: " لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " انطلق فاشتر نفسك " فأتيت صاحبي فقلت: بعني نفسي. قال: نعم، أبيعك نفسك بأن تغرس لي مائة نخلة إذا أنبتت وتبين نباتها، أو نبتت وتبين نباتها، جئتني بوزن نواة من ذهب. فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته. قال: " فأعطه الذي سألك " وجئني بدلو من ماء البئر الذي يسقى، أو تسقى به، ذلك النخل " ، قال: فانطلقت إلى الرجل فابتعت منه نفسي فشرطت له الذي سألني، وجئت بدلو من ماء البئر الذي يسقي به ذلك النخل، فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فدعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه فانطلقت فغرست به ذلك النخل. فوالله ما غدوت منه نخلة واحدة. فلما تبين ثبات النخل، أو نبات النخل، أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته أنه قد تبين ثبات النخل، أو نباته، فدعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوزن نواة من ذهب فأعطانيها، فذهبت بها إلى الرجل فوضعتهافي كفة الميزان، ووضع له نواة في الجانب الآخر، فوالله ما قلت من الأرض. فأتيت بها النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " لو كنت شرطت له وزن كذا وكذا لرجحت تلك القطعة عليه فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكنت معه.

من كتاب حلية الاولياء

الثلاثاء، 16 فبراير 2016

لا خير في خير لا يجيىء إلا بالسيف... كلمة تكتب بالذهب

حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا محمد بن أبي بكر، حدثنا سعيد بن عامر، عن جويرية بن أسماء، قال: قال عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز لأبيه عمر: ما يمنعك أن تنفذ لرأيك في هذا الأمر؟ فوالله ما كنت أبالي أن تغلي بي وبك القدور في إنفاذ هذا الأمر فقال عمر: إني أروض الناس رياضة الصعب، فإن أبقاني الله مضيت لرأيي، وإن عجلت على منية فقد علم الله نيتي، إني أخاف إن بادهت الناس بالتي تقول أن يلجئوني إلى السيف، ولا خير في خير لا يجيىء إلا بالسيف.

من كتاب حلية الاولياء

عمر بن عبد العزيز ... والمظلوم

حدثنا محمد بن علي، حدثنا محمد بن الحسن، حدثنا إبراهيم بن هشام، حدثني أبي، عن جدي، قال: بينا عمر بن عبد العزيز يسير يوماً في سوق حمص، فقام إليه رجل عليه بردان قطريان، فقال: يا أمير المؤمنين أمرت من كان مظلوماً أن يأتيك؟ قال: نعم، قال: فقد أتاك مظلوم بعيد الدار. فقال له عمر: وأين أهلك؟ قال: بعدن أبين، قال عمر: والله إن أهلك من أهل عمر لبعيد. فنزل عن دابته في موضعه فقال: ما ظلامتك؟ قال: ضيعة لي وثب عليها واثب فانتزعها مني. فكتب إلى عروة بن محمد يأمره أن يسمع من بينته فاثبت له حق دفعه إليه وختم كتابه. فلما أراد الرجل القيام، قال له عمر: على رسلك إنك قد أتيتنا من بلد بعيد، فكم نفد لك زاد، أو نفقت لك راحلة؟ وأخلق لك ثوب. فحسب ذلك فبلغ أحد عشر ديناراً، فدفعهما عمر إليه.

الاثنين، 15 فبراير 2016

كيف اختار عمر بن عبد العزيز رئيس حراسه

حدثنا محمد بن علي، حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، حدثنا إبراهيم ابن هشام بن يحيى، قال: حدثني أبي، عن جدي، قال: كان عمر بن عبد العزيز ينهى سليمان بن عبد الملك عن قتل الحرورية، ويقول: ضمنهم الحبوس حتى يحدثوا توبة، فأتى سليمان بحروري مستقتل، فقال له سليمان: هيه؟ قال: إنه نزع لحييك يا فاسق ابن الفاسق، فقال سليمان: على بعمر بن عبد العزيز، فلما أتاه عاود سليمان الحروري فقال: ماذا تقول؟ قال: وماذا أقول يا فاسق ابن الفاسق. فقال سليمان لعمر: ماذا ترى عليه يا أبا حفص؟ فسكت عمر، فقال: عزمت عليك لتخبرني ماذا ترى عليه؟ قال: أرى عليه أن تشتمه كما شتمك، وتشتم أباه كما شتم أباك. فقال سليمان: ليس إلا ذا؟ فأمر به فضربت عنقه. وقام سليمان وخرج عمر، فأدركه خالد بن الريان صاحب حرس سليمان، فقال: يا أبا حفص تقول لأمير المؤمنين ما أرى عليه إلا أن تشتمه كما شتمك، وتشتم أباه كما شتم أباك؟ والله لقد كنت متوقعاً أن يأمرني بضرب عنقك، قال: ولو أمرك فعلته؟ قال: أي والله لو أمرني فعلت. فلما أفضت الخلافة إلى عمر جاء خالد بن الريان فقام مقام صاحب الحرس، وكان قبل ذلك على حرس الوليد وعبد الملك، فنظر إليه عمر فقال: يا خالد ضع هذا السيف عنك. وقال: اللهم إني قد وضعت لك خالد بن الريان فلا ترفعه أبداً. ثم نظر في وجوه الحرس فدعا عمرو بن مهاجر الأنصاري، فقال: يا عمرو والله لتعلمن أن ما بيني وبينك قرابة إلا قرابة الإسلام، ولكن قد سمعتك تكثر تلاوة القرآن، ورأيتك تصلي في موضع تظن أن لا يراك أحد فرأيتك تحسن الصلاة، وأنت رجل من الأنصار، خذ هذا السيف فقد وليتك حرسي.

الجمعة، 12 فبراير 2016

من حكمة علي بن ابي طالب ( رضي الله عنه ) ... 2

عن عمرو بن مرة، عن علي، قال: كونوا ينابيع العلم، مصابيح الليل، خلق الثياب، جدد القلوب، تعرفوا به في السماء، وتذكروا به في الأرض.
عن بكر بن خليفة، قال: قال علي بن أبي طالب: أيها الناس إنكم والله لو حننتم حنين الوله العجال، ودعوتم دعاء الحمام، وجأرتم جؤار متبتلي الرهبان، ثم خرجتم إلى الله من الأموال والأولاد التماس القربة إليه في ارتفاع درجة عنده، أو غفران سيئة أحصاها كتبته، لكان قليلاً فيما أرجو لكم من جزيل ثوابه، وأتخوف عليكم من أليم عقابه، فبالله بالله بالله لو سالت عيونكم رهبة منه، ورغبة إليه، ثم عمرتم في الدنيا، ما الدنيا باقية ولو لم تبقوا شيئاً من جهدكم لأنعمه العظام عليكم، بهدايته إياكم للإسلام، ما كنتم تستحقون به، الدهر ما الدهر قائم بأعمالكم، جنته، ولكن برحمته ترحمون، وإلى جنته يصير منكم المقسطون، جعلنا الله وإياكم من التائبين العابدين.
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده: أن علياً شيع جنازة، فلما وضعت في لحدها عج أهلها وبكوا، فقال: ما تبكون. أما والله لو عاينوا ما عاين ميتهم، لأذهلتهم معاينتهم عن ميتهم، وإن له فيهم لعوده ثم عودة حتى لا يبقى منهم أحداً. ثم قام، فقال: أوصيكم عباد الله بتقوى الله الذي ضرب لكم الأمثال، ووقت لكم الآجال، وجعل لكم أسماعاً تعي ما عناها، وأبصاراً لتجلو عن غشاها، وأفئدة تفهم ما دهاها، في تركيب صورها وما أعمرها، فإن الله لم يخلقكم عبثاً، و لم يضرب عنكم الذكر صفحاً، بل أكرمكم بالنعم السوابغ، وأرفدكم بأوفر الروافد، وأحاط بكم الإحصاء، وأرصد لكم الجزاء في السراء والضراء، فاتقوا الله عباد الله وجدوا في الطلب، وبادروا بالعمل، مقطع النهمات، وهادم اللذات. فإن الدنيا لا يدوم نعيمها، ولا تؤمن فجائعها، غرور حائل، وشبح فالل، وسناد مائل، يمضي مستطرفاً ويردي مستردفاً، بائعاب شهواتها، وختل تراضعها. اتعظوا عباد الله بالعبر، واعتبروا بالآيات والأئر، وازدجروا بالنذر، وانتفعوا بالمواعظ، فكأن قد علقتكم مخالب المنية، وضمكم بيت التراب، ودهمتكم مقطعات الأمور بنفخة الصور، وبعثرة القبور، وسياقة المحشر، وموقف الحساب، بإحاطة قدرة الجبار. كل نفس معها سائق يسوقها لمحشرها، وشاهد يشهد عليها بعملها. " وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجىء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون " الزمر، فارتجت لذلك اليوم البلاد، ونادى المناد، وكان يوم التلاق، وكشف عن ساق، وكسفت الشمس، وحشرت الوحوش، مكان مواطن الحشر، وبدت الأسرار، وهلكت الأشرار، وارتجت الأفئدة، فنزلت بأهل النار من الله سطوة مجيخة، وعقوبة منيحة، وبرزت الجحيم لها كلب ولجب، وقصيف رعد، وتغيظ ووعيد تأجج جحيمها، وغلا حميمها، وتوقد حمومها، فلا ينفس خالدها، ولا تنقطع حسراتها، ولا يقصم كبولها، معهم ملائكة يبشرون بنزل من حميم، وتصلية جحيم، عن الله محجوبون، ولأوليائه مفارقون، وإلى النار منطلقون. عباد الله اتقوا الله تقية من كنع فخنع، ووجل فرحل، وحفر فأبصر فازدجر. فاحتث طلباً، ونجا هرباً، وقدم للمعاد، واستظهر بالزاد، وكفي بالله منتقماً وبصيراً، وكفي بالكتاب خصماً وحجيجاً، وكفي بالجنة ثواباً وكفي بالنار وبالاً وعقاباً، وأستغفر الله لي ولكم.

من حكمة علي بن ابي طالب ( رضي الله عنه ) .... 1

حدثنا أحمد بن السندي، حدثنا الحسن بن علوية القطان، حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار، حدثنا اسحاق بن بشر، أخبرنا مقاتل، عن قتادة، عن خلاس بن عمرو، ، قال: كنا جلوساً عند علي بن أبي طالب إذ أتاه رجل من خزاعة، فقال: يا أمير المؤمنين، هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينعت الإسلام. قال: نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم " يقول: " بني الإسلام علي أربعة أركان: علي الصبر، واليقين، والجهاد، والعدل. وللصبر أربع، شعب: الشوق، والشفقة، والزهادة، والترقب. فمن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات، ومن أشفق من النار رجع عن الحرمات، ومن زهد في الدنيا تهاون بالمصيبات، ومن ارتقب الموت سارع في الخيرات. ولليقين أربع شعب: تبصره الفطنة، وتأويل الحكمة، ومعرفة العبرة، واتباع السنة. فمن أبصر الفطنة تأول الحكمة، ومن تأول الحكمة عرف العبرة، ومن عرف العبرة اتبع السنة، ومن اتبع السنة فكأنما كان في الأولين، وللجهاد أربع شعب: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصدق في المواطن، وشنآن الفاسقين. فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن، ومن نهي عن المنكر أرغم أنف المنافق. ومن صدق في المواطن قضي الذي عليه وأحرز دينه، ومن شنأ الفاسقين فقد غضب لله، ومن غضب لله يغضب الله له. وللعدل أربع شعب: غوص الفهم، وزهرة العلم، وشرائع الحكم، وروضة الحلم. فمن غاص الفهم فسر جمل العلم، ومن رعي زهرة العلم عرف شرائع الحكم، ومن عرف شرائع الحكم ورد روضة الحلم، ومن ورد روضة الحلم لم يفرط في أمره، وعاش في الناس وهم في راحة.
 عن ثابت بن أبي صفية، عن أبي الزغل، قال: قال علي بن أبي طالب: احفظوا عني خمساً فلو ركبتم الإبل في طلبهن لأنضيتموهن قبل أن تدركوهن، لا يرجو عبد إلا ربه، ولا يخاف إلا ذنبه، ولا يستحي جاهل أن يسأل عما لا يعلم، ولا يستحي عالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول الله أعلم. والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا إيمان لمن لا صبر له.
 عن مهاجر بن عمير، قال: قال علي بن أبي طالب: إن أخوف ما أخاف اتباع الهوي وطول الأمل. فأما اتباع الهوي فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة. الآخرة وإن الدنيا قد ترحلت مدبرة، ألا وإن الآخرة قد ترحلت مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون. فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل.عن أبي أراكة، قال: صلي علي الغداة ثم لبث في مجلسه حتى ارتفعت الشمس قيد رمح كأن عليه كآبة، ثم قال: لقد رأيت أثراً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فما أري أحداً يشبههم، والله إن كانوا ليصبحون شعثاً غبراً صفراً، بين أعينهم مثل ركب المعزي، قد باتوا يتلون كتاب الله يراوحون بين أقدامهم وجباههم، إذا ذكر الله مادوا كما تميد الشجرة فى يوم ريح، فانهملت أعينهم حتى تبل والله ثيابهم، والله لكأن القوم باتوا غافلين.
عن علي، قال: ألا إن الفقيه كل الفقيه الذي لا يقنط الناس من رحمه الله، ولا يؤمنهم من عذاب الله، ولا يرخص لهم في معاصي الله، ولا يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره، ولا خير في عبادة لا علم فيها، ولا خير في علم لافهم فيه، ولا خير في قراءة لا تدبر فيها.

من كتاب حلية الاولياء


الأربعاء، 10 فبراير 2016

عثمان بن عفان ( رضي الله عنه ) ... 2

حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا همام، عن قتادة، عن محمد بن سيرين، ومحمد بن عبيد الحنفي، عن عبيد الله بن عمرو: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في حش من حيشان المدينة، فاستأذن رجل خفيض الصوت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه " ، فأذنت له وبشرته، فإذا هو عثمان، فقرب بحمد الله حتى جلس.
حدثنا أبو محمد بن حيان، حدثنا محمد بن عبد الله بن رسته، حدثنا هريم بن عبد الأعلى، حدثنا معتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي يحدث، عن قتادة، عن أبي الحجاج،، عن أبي موسى، قال: جاء رجل فاستأذن مرة، فقال: " ائذن له وبشره بالجنة في بلوى " ، فقال عثمان: أسأل الله صبراً.
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي، حدثنا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: قال قيس بن أبي حازم: حدثني أبو سهلة أن عثمان قال يوم الدار حين حصر: " إن النبي صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهداً فأنا صابر عليه، قال قيس: فكانوا يرونه ذلك اليوم، يعني اليوم الذي قال: " وددت أن عندي بعض أصحابي فشكوت إليه، فقيل له: ألا ندعو لك أبا بكر؟ فقال: لا، قيل: عمر؟ قال: لا، قيل: فعلى؟ قال: لا، فدعى له عثمان، فجعل يناجيه ويشكو إليه، ووجه عثمان يتلون " .
حدثنا أحمد بن شداد، حدثنا عبد الله بن أحمد بن أسيد، قال: سمعت أحمد بن سنان، يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: كان لعثمان شيئان ليس لأبي بكر ولا عمر مثلهما: صبره على نفسه حتى قتل مظلوماً، وجمعه الناس على المصحف.
وكان بالمال إلى رضاء الله متوصلاً، وببذله لعباد الله متنفلاً، ولحظ نفسه منه متقللاً، وفي لباسه متعللاً.
وقد قيل: إن التصوف ابتغاء الوسيلة، إلى منتهى الفضيلة.
حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا إبراهيم بن سعدان، حدثنا بكر بن بكار، حدثنا عيسى بن المسيب، حدثنا أبو زرعة، عن أبي هريرة، قال: اشترى عثمان بن عفان من رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة مرتين بيع الخلق، حين حفر بئر رومة، وحين جهز جيش العسرة.
حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، وحدثنا فاروق الخطابي، حدثنا أبو مسلم الكجي، حدثنا حجاج بن نصر، قالا: حدثنا سكن بن المغيرة، عن الوليد بن أبي هشام، عن فرقد بن أبي طلحه، عن عبد الرحمن بن أبي حباب السلمي، قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم فحث على جيش العسرة، فقال عثمان: على مائة بعير بأحلاسها وأقتابها، قال: ثم حث فقال عثمان: على مائة أخرى بأحلاسها، قال: ثم حث فقال عثمان على مائة أخرى بأحلاسها وأقتابها، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقول بيده يحركها: " ما على عثمان ما عمل بعد هذا.
حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، حدثنا رجاء بن مصعب الأذني، حدثنا محمد بن إسحاق الصنعاني، حدثنا عامر الشعبي، عن مسروق، عن عبد الله، قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان يوم جيش العسرة جائياً وذاهباً، فقال: " اللهم اغفر لعثمان ما أقبل وما أدبر، وما أخفى وما أعلن، وما أسر وما أجهر " .
قال محمد بن إسحاق: ما حفظت من الشعبي إلا هذا الحديث الواحد.
حدثنا محمد بن علي بن نصر الوراق، حدثنا يوسف بن يعقوب الواسطي، حدثنا زكريا بن يحيى دحمويه، حدثنا عمر بن هارون البلخي، عن عبد الله بن شوذب، عن عبد الله بن القاسم، عن كثير مولى سمرة، عن عبد الرحمن بن سمرة، قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيش العسرة، فجاء عثمان بألف دينار فنثرها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ولى، قال: فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقلب الدنانير وهو يقول: " ما يضر عثمان ما فعل بعدها اليوم " .
رواه ضمرة، عن بن شوذب، فقال: عن كثير بن أبي كثير مولى عبد الرحمن بن سمرة، عن عبد الرحمن بن سمرة.
حدثنا محمد بن عمر بن مسلم، حدثنا محمد بن إبراهيم بن زياد، حدثنا عبد الحميد بن عبد الله الحلواني، حدثنا حبيب بن أبي حبيب - كاتب مالك، عن مالك، عن نافع، عن بن عمر، قال: لما جهز النبي صلى الله عليه وسلم جيش العسرة، جاء عثمان بألف دينار فصبها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم لا تنس لعثمان، ماعلى عثمان ما عمل بعد هذا " .

كتاب حلية الاولياء

عثمان بن عفان (رضي الله عنه ) ... 1

عثمان بن عفانوثالث القوم القانت ذو النورين، والخائف ذو الهجرتين، والمصلي إلى القبلتين، هو عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه. كان من الذين: " أمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا " المائدة - 93 - فكان ممن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه. غالب أحواله الكرم والحياء، والحذر والرجاء، حظه من النهار الجود والصيام، ومن الليل السجود والقيام، مبشر بالبلوى، ومنعم بالنجوى.
وقد قيل: أن التصوف الإكباب على العمل، تطرقاً إلى بلوغ الأمل.حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا خلاد بن يحيى، حدثنا مسعر، حدثنا أبو عون الثقفي، عن محمد بن حاطب، قالوا: ذكروا عثمان بن عفان، فقال الحسن بن علي: الآن يجيء أمير المؤمنين، قال: فجاء علي، فقال علي: كان عثمان من الذين: " آمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين " المائدة - 93 - .
حدثنا أبو بكر بن موسى البابسيري، حدثنا عمر بن الحسن، حدثنا بن شبة، حدثنا أبو خلف صاحب الحربر، عن يحيى البكاء، عن بن عمر: " أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه " الزمر - 9 - . قال: هو عثمان بن عفان.
حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا أحمد بن عمرو الربيعي، حدثنا زكريا بن يحيى المنقري، حدثنا الأصمعي، حدثنا عبد الأعلى السامي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن بن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عثمان أحيا أمتي وأكرمها.
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، حدثنا عمر بن أيوب، حدثنا أبو معمر، حدثنا هشيم، عن الكوثر بن حكيم، عن نافع، عن بن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أشد أمتي حياء عثمان بن عفان " .
حدثنا أبو بكر بن مالك، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا عبد الصمد، حدثنا أبو جميع، حدثنا الحسن قال وذكر عثمان وشدة حيائه فقال: إن كان ليكون في البيت والباب عليه مغلق، فما يضع عنه الثوب ليفيض عليه الماء، يمنعه الحياء أن يقيم صلبه.
حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا طاهر بن عيسى، حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا بن لهيعة، حدثنا الحارث بن يزيد، عن علي بن رباح أن عبد الله بن عمر قال: ثلاثة من قريش أصبح الناس وجوهاً، وأحسنها أخلاقاً، وأثبتها حياء، وإن حدثوك لم يكذبوك وإن حدثتهم لم يكذبوك، أبو بكر الصديق، وعثمان بن عفان، وأبو عبيدة بن الجراح.
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا حماد بن خالد، حدثنا الزبير بن عبد الله، عن جدة له يقال لها زهيمة قالت: كان عثمان يصوم الدهر، ويقوم الليل إلا هجعة من أوله.
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا أبو علقمة الفروي عبد الله بن محمد عن عثمان بن عبد الرحمن التيمي قال: قال أبي: لأغلبن الليلة على المقام، قال: فلما صليت العتمة تخلصت إلى المقام حتى قمت فيه. قال: فبينا أنا قائم إذا رجل وضع يده بين كفي، فإذا هو عثمان بن عفان، قال: فبدأ بأم القرأن فقرأ حتى ختم القرآن، فركع وسجد، ثم أخذ نعليه فلا أدري أصلي قبل ذلك شيئاً أم لا.
رواه يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو، عن محمد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن عوف نحوه.
حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا أبو زيد القراطيسي، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا سلام بن مسكين، عن محمد بن سيرين، قال: قالت امرأة عثمان بن عفان حين أطافوا به يريدون قتله: إن تقتلوه أو تتركووه فإنه كان يحيي الليل كله في ركعة يجمع فيها القرآن.
حدثنا أبو أحمد الغطريفي وسليمان بن أحمد قالا: حدثنا أبو خليفة، حدثنا حفص بن عمر الحوضي، حدثنا الحسن بن أبي جعفر، حدثنا مخلد، عن الشعبي، قال: لقى مسروق الأشتر، فقال مسروق للأشتر: قتلتم عثمان؟ قال: نعم! قال: أما والله لقد قتلتموه صواماً قواماً.
حدثنا الحسن بن علي، حدثنا إبراهيم بن محمد، حدثنا محمود بن خداش، حدثنا أبو معاوية، عن عاصم، عن أنس بن مالك، قال: قالت امرأة عثمان بن عفان حين قتلوه: لقد قتلتموه وإنه ليحيي الليلة بالقرآن في ركعة. كذا قال أنس بن مالك، ورواه الناس فقالوا: أنس بن سيرين.
قال الشيخ رحمه الله: كان رضي الله تعالى عنه مبشراً بالمحن والبلوى، ومحفوظا فيها من الجزع والشكوى، يتحرز من الجزع بالصبر، ويتبرر في المحن بالشكر.
وقد قيل: إن التصوف الصبر على مرارة البلوى، ليدرك به حلاوة النجوى.

 كتاب حلية الاولياء

عمر بن الخطاب (رضي الله عنه ) ... 2

حدثنا محمد بن علي، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا علي بن الجعد، أخبرنا شعبة، عن عاصم بن عبيد الله، قال: سمعت سالماً يحدث عن بن عمر، قال: كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه، فقال لي: ضع رأسي على الأرض قال: فقلت: وما عليك كان على فخذي أم على الأرض؟ قال: ضعه على الأرض، قال: فوضعته على الأرض فقال: ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي.
حدثنا أبو حامد بن جبلة، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا بن علية، حدثنا أيوب السختياني، عن بن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، قال: لما طعن عمر قال: والله لو أن لي طلاع الأرض ذهباً لافتديت به من عذاب الله من قبل أن أراه.
حدثنا محمد بن معمر، حدثنا أبو شعيب الحراني، حدثنا يحيى بن عبد الله، حدثنا الأوزاعي، حدثني سماك، قال: سمعت عبد الله بن عباس يقول: لما طعن عمر دخلت عليه فقلت له: أبشر يا أمير المؤمنين، فإن الله قد مصر بك الأمصار، ودفع بك النفاق وأفشى بك الرزق، قال: أفي الإمارة تثني علي يا بن عباس؟ فقلت: وفي غيرها، قال: والذي نفسي بيده لوددت أني خرجت منها كما دخلت فيها لا أجر ولا وزر.
حدثنا أبو بكر بن مالك، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا بهز، حدثنا جعفر بن سليمان، حدثنا مالك بن دينار، حدثنا الحسن، قال: خطب عمر بن الخطاب وهو خليفة وعليه إزار فيه ثنتا عشرة رقعة.
حدثنا محمد بن معمر، حدثنا عبد الله بن الحسن الحراني، حدثنا يحيى بن عبد الله البابلي، حدثنا الأوزاعي، حدثني داود بن علي، قال: قال عمر بن الخطاب: لو ماتت شاة على شط الفرات ضائعة لظننت أن الله تعالى سائلي عنها يوم القيامة.
حدثنا محمد بن معمر، حدثنا أبو شعيب الحراني، حدثنا يحيى بن عبد الله البابلتي، حدثنا الأوزاعي، حدثنا يحيى بن أبي كثير عن عمر بن الخطاب، قال: لو نادى مناد من السماء أيها الناس إنكم داخلون الجنة كلكم أجمعون إلا رجلاً واحداً، لخفت أن أكون هو، ولو نادى مناد أيها الناس إنكم داخلون النار إلا رجلاً واحداً لرجوت أن أكون هو.
حدثنا أبو بكر بن مالك، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبو معمر، حدثنا عبد العزيز الدراوردي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، قال: كان البر لايعرف في عمر ولا في ابنه حتى يقولا أو يعملا.
رواه بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله مثله.
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، حدثنا أبو شعيب الحراني، حدثنا عبد الله بن محمد العبسى، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، حدثني رجل من قريش، عن بن عكيم. قال: قال عمر: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " قل اللهم اجعل سريرتي خيراً من علانيتي، واجعل علانيتي حسنة " .
حدثنا أبو حامد بن جبلة، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا محمد بن الصباح، حدثنا سفيان، عن مسعر، عن أبي صخرة جامع بن شداد، عن الأسود بن بلال المحاربي، قال: لما ولي عمر بن الخطاب قام على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس ألا إني داع فهيمنوا، اللهم إني غليظ فليني، وشحيح فسخني، وضعيف فقوني.
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، حدثنا أبو العباس الثقفي، حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث بن سعد، عن هشام، عن زيد بن أسلم، عن أبيه أنه سمع عمر بن الخطاب يقول: اللهم لا تجعل قتلي على يدي عبد قد سجد لك سجدة يحاجني بها يوم القيامة.
حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا إبراهيم بن هاشم، حدثنا أمية بن بسطام، حدثنا يزيد بن زريع، عن روح بن القاسم، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن حفصة قالت: سمعت عمر يقول: اللهم قتلاً في سبيلك، ووفاة في بلد نبيك. قلت: وأنى يكون هذا؟ قال: يأتي به الله إذا شاء.

كتاب حلية الاولياء

عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)... و ما أدراك ما عمر ... 1

حدثنا أبي، حدثنا إبراهيم بن محمد، حدثنا أحمد بن سعيد، حدثنا بن وهب به، حدثنا أبو حامد بن جبلة، حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي، حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن عامر الشعبي، قال: قال عمر: والله لقد لان قلبي في الله حتى لهو ألين من الزبد، ولقد اشتد قلبي في الله حتى لهو أشد من الحجر.
حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا محمد بن أبي سهل، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن بشر، حدثنا مسعر، عن عون بن عبد الله بن عتبة، قال: قال عمر بن الخطاب: جالسوا التوابين فإنهم أرق شيء أفئدة.
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي خالد، قال: قال عمر: كونوا أوعية الكتاب وينابيع العلم وسلوا الله رزق يوم بيوم.
حدثنا بن حيان، حدثنا أبو يحيى الرازي، حدثنا هناد بن السري، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: سمع عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه رجلاً يقول: اللهم إني استنفق مالي ونفسي في سبيلك، فقال عمر: أو لا يسكت أحدكم إذن، فإن ابتلى صبر، وإن عوفي شكر.
حدثنا أبو بكر بن سالك، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا الوليد بن شجاع بن الوليد، حدثني أبي، حدثني زياد بن خيثمة، عن محمد بن جحادة أن حبيب بن أبي ثابت حدثهم، عن يحيى بن جعدة قال: قال عمر: لولا ثلاث لأحببت أن أكون قد لقيت الله: لولا أن أضع جبهتي لله، أو أجلس في مجالس ينتقى فيها طيب الكلام كما ينقى جيد التمر، أو أن أسير في سبيل الله عز وجل.
رواه عن حبيب منصور بن المعتز والثوري والمسعودي في جماعة.
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا سليمان بن داود، حدثنا شعبة، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدى، قال عمر بن الخطاب: الشتاء غنيمة العابدين.
رواه زائدة وجماعة عن التيمي مثله.
حدثنا أبي، حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسين، حدثنا أبو كريب، حدثنا المطلب بن زياد، عن عبد الله بن عيسى، قال: كان في وجه عمر خطان أسودان من البكاء.
حدثنا عبد الله بن محمد بن عطاء محمد بن أبي سها، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عفان، حدثنا جعفر بن سليمان، حدثنا هشام بن الحسن قال: كان عمر يمر بالآية في ورده فتخنقه فيبكي حتى يسقط، ثم يلزم بيته حتى يعاد يحسبونه مريضاً.
حدثنا محمد بن حميد، حدثنا عبد الله بن زيدان، حدثنا أبو كريب، حدثنا بن إدريس، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن محارب بن دثار، عن بن عمر، قال: صليت خلف عمر فسمعت حنينه من وراء ثلاثة صفوف.
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا جعفر بن يرقان، عن ثابت بن الحجاج، قال: قال عمر بن الخطاب: زنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وحاسبوها قبل أن تحاسبوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم، وتزينوا للعرض الأكبر: " يومئد تعرضون لا تخفى منكم خافية " الحاقة - 18 - .


من كتاب حلية الاولياء للاصبهاني

الاثنين، 8 فبراير 2016

الجنة وما فيها من نعيم .... 2

روى مسلم في صحيحه أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " قال اللّه تعالى: (أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر).
اقرءوا إن شئتم: (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ).
قال أهل اللغة قرة أعين يعبر بها عن المسرة، ورؤية ما يحب الإِنسان ويوافقه.
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي اللّه عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة " اقرءوا إن شئتم (وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ) ولقاب قوس أحدكم في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس أو تغرب " .
وفي كتاب الترمذي: ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب.
وفي كتاب الترمذي عن أبي هريرة قال: قلت يا رسول اللّه مم خلق الخلق؟ قال: " من الماء " . قلنا الجنة ما بناؤها؟ قال: " لبنة من ذهب، ولبنة من فضة، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران، من يدخلها ينعم ولا ييأس، ويخلد ولا يموت ولا يفنى شبابهم، ولا تبلى ثيابهم " .
وفي صحيح مسلم: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والتي تليها على أضواء كوكب دري في السماء، لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم، وما في الجنة أعزب " .
وفيه أيضاً: " ...لا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يمتخطون، ولا يتفلون أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوة، وأزواجهم الحور العين، أخلاقهم على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم، ستون ذراعاً في السماء " .
وفيه أيضاً: " ... لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد، يسبحون اللّه بكرة وعشية " .
وفيه قال: يأكل أهل الجنة فيها ويشربون، ولا يتفلون، ولا يبولون ولا يتغوطون، ولا يمتخطون، قالوا: فما بال الطعام؟ قال: جشاء ورشح كرشح المسك يلهمون التسبيح والتحميد كما تلهمون النفس.
وفي الصحيحين قال: " إن أهل الجنة يتراؤون أهل الغرف من فوقهم كما يتراؤون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق والمغرب لتفاضل ما بينهم " قالوا: يا رسول اللّه تلك منزل الأنبياء لا يبلغها غيرهم، قال: " بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا باللّه وصدقوا المرسلين " .
وفي مسند البراز عن عبد اللّه بن مسعود قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " إنك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيجيء مشوياً بين يديك " .
وفي كتاب الترمذي عن علي رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " إن في الجنة لغرفاً يرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها " فقام إليه أعرابي فقال: لمن هي يا رسول اللّه فقال: " هي لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام " .
وفي كتاب الترمذي عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لو أن ما يقل ظفر مما في الجنة بدا لتزخرف له ما بين خوافق السموات والأرض، ولو أن رجلاً من أهل الجنة اطلع فبدا أساوره لطمس ضوؤه ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم " .
وفي كتاب الترمذي عن علي رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " إن في الجنة لسوقاً متجمعاً ما فيها شراء ولا بيع إلا صور من الرجال والنساء فإذا اشتهى الرجل صورة دخل فيها " .( ضعفه الامام الالباني)
وفي كتاب الترمذي عن سليمان بن بريدة عن أبيه أن رجلاً قال يا رسول اللّه هل في الجنة من خيل؟ قال: " إن اللّه أدخلك الجنة فلا تشاء أن تحمل فيها على فرس من ياقوتة حمراء تطير بك في الجنة، حيث شئت إلا حملت " وسأله رجل فقال: يا رسول اللّه هل في الجنة من إبل فقال: " إن يدخلك اللّه الجنة يكن لك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك " .
وفي كتاب الترمذي قال صلى الله عليه وسلم: " من مات من أهل الجنة من صغير أو كبير يردون بني ثلاث وثلاثين في الجنة لا يزيدون عليها أبداً، وكذلك أهل النار " وقال: " إن عليهم التيجان أدنى لؤلؤة منها لتضيء ما بين المشرق والمغرب " .
وفي كتاب الترمذي قال: " إن في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض والفردوس أعلاها درجة، منها تفجر أنهار الجنة الأربعة ومن فوقها يكون العرش، فإذا سألتم اللّه فاسألوه الفردوس " .

الجنة وما فيها من نعيم .... 1

قال اللّه تعالى: (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَبِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَلِدُونَ).
والسابقون أي إلى الهجرة أو الخير.
(وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُون. أُوْلئِكَ الْمُقَرَّبُونَ. فِي جَنَّتِ النَّعِيِم. ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ. وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخِرِينَ. عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ).
أي منسوجة بالذهب مشبكة بالجواهر (مُّتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَبِلِينَ) وجوه بعضهم إلى بعض ليس أحد وراء أحد.
(يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَنٌ مُّخَلَّدُونَ) ولا يشيبون ولا يتغيرون.
(بِأَكْوَابٍ) جمع كوب إناء لا عروة ولا خرطوم له.

(وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ. لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ يُنزِفُونَ) أي لا ينشأ عنها صداعهم ولا ذهاب عقلهم.
(وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ. وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ. وَحُورٌ عِينٌ. كَأَمْثَلِ الُّلؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ) أي المصون عما يضر به.
(جَزَاءَ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ. لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً) عبثاً باطلاً.
(وَلاَ تَأْثِيماً) أي ما يوقع في الإِثم.
(إِلاَّ قِيلا سَلاَماً سَلاَماً) أي إلا التسليم منهم بعضهم على بعض.
(وَأَصْحَابُ الْيِمَينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ) وهم الأبرار دون المقربين.
(فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ) أي لا شوك له أو مثنى الغصن من كثرة الحمل.
(وَطَلْحٍ) موز.
(مَّنضُودٍ) متراكم قد نضد بالحمل من أسفله إلى أعلاه.
(وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ) أي منبسط أو دائم.


من كتاب : الإستعداد للموت وسؤال القبر
المؤلف : المليباري

الأحد، 7 فبراير 2016

بادر بالاعمال الصالحة ... ابن الجوزي

بادر بالأعمال الصالحة

طوبى لمن بادر عُمره القصير، فعمَّر به دار المصير، وتهيأ لحساب الناقد البصير قبل فوات القدرة وإعراض النصير. قال عليه الصلاة والسلام: (بادروا بالأَعمال سبعاً، هل تنتظرون إِلّا فقراً مُنسياً؟ أو غني مطغياً، أو مرضاً مفسداً، أو موتاً مجهزاً، أو هرماً مُفنداً، أو الدجال، فشر غائب يُنتظر، أو الساعة، فالساعة أدهى وأمر)

كان الحسن يقول: عجبت لأقوام أُمروا بالزاد ونودي فيهم بالرحيل، وجلس أولهم على آخرهم وهم يلعبون وكان يقول: يا بن آدم: (السكين تشحذ والتنور يسجر، والكبش يعتلف).

وقال أبو حازم: إن بضاعة الآخرة كاسدة فاستكثروا منها في أوان كسادها، فإِنه لو جاء وقت نفاقها لم تصلوا فيها إِلى قليل ولا كثير، وكان عون بن عبد الله يقول: ما أُنزل الموت كنه منزلته، ما قد غدا من أجلكم، مستقبل يوم لا يستكمله، وكن من مؤملٍ لغدٍ لا يُدركُه، إِنَّكم لو رأيتم الأَجَل ومسيره، بغضتم الأَمل وغروره.

 وكان أبو بكر بن عياش يقول: لو سقط من أَحدهم درهمٌ لظل يومه يقول: إنا لله، ذهب درهمي وهو يذهب عمره، ولا يقول: ذهب عمري، 

وقد كان لله أقوام يبادرون الأوقات، ويحفظون الساعات، ويلازمونها بالطاعات. 

فقيل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنه ما مات حتى سرد الصوم. وكانت عائشة رضي الله عنها تسرد، وسرد أبو طلحة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين سنة، وقال نافع: ما رأيت ابن عمر صائماً في سفره ولا مفطراً في حضره 

 قال سعيد بن المسيب: ما تركت الصلاة في جماعة منذ أربعين سنة. وكان سعيد بن جبير يختم القرآن في ليلتين. وكان الأسود يقوم حتى يخضر ويصفر، وحج ثمانين حجة. وقال ثابت البناني: ما تركت في الجامع سادنة إلّا وختمت القرآن عندها. وقيل لعمرو بن هانئ: لا نرى لسانك يفتر من الذكر فكم تسبح كل يوم؟ قال: مائة ألف، إلّا ما تخطئ الأصابع. وصام منصور بن المعتمر أربعين سنة وقام ليلها، وكان الليل كله يبكي فتقول له أُمه: يا بني قتلت قتيلاً، فيقول: أَنا أَعلم بما صنعت نفسي. قال الجماني: لما حضرت أبو بكر بن عياش الوفاة بكت أخته، فقال: لا تبك، وأشار إلى زاوية في البيت، إنه قد ختم أخوك في هذه الزاوية ثمانية عشر ألف ختمة. قال الربيع: وكان الشافعي رضي الله عنه يقرأ في كل شهر ثلاثين ختمة، وفي كل شهر رمضان ستين ختمة سوى ما يقرأ في الصلوات، واعلم أن الراحة لا تنال بالراحة، ومعالي الأُمور لا تنال بالفتور، ومن زرع حصد، ومن جد وجد. لله در أقوام شغلهم تحصيل زادهم، عن أهاليهم وأولادهم، ومال بهم ذكر المال عن المال في معادهم، وصاحت بهم الدنيا فما أجابوا شغلاً بمرادهم، وتوسدوا أحزانهم بدلاً عن وسادهم، واتخذوا الليل مسلكاً لجهادهم واجتهادهم، وحرسوا جوارحهم من النار عن غيهم وفسادهم، فيا طالب الهوى جز بناديهم ونادهم:أَحيَوا فُؤَادِي ولَكِنَّهم ... علَى صَيحَة من البين ماتُوا جميعاً
حرمُوا رَاحة النَّوم أَجفَانهم ... وَلَفُّوا علَى الزفرات الضُّلوعَا
طُول السَّواعد شُمُّ الأُنوف ... فطابُوا أُصُولاً وطَابُوا فُرُوعا

أَقبلت قلوبهم تراعى حق الحق فذهلت بذلك عن مناجاة الخلق. فالأبدان بين أهل الدنيا تسعى، والقُلوب في رياض الملكوت ترعى، نازلهم الخوف فصاروا والهين، وناجاهم الفكر فعادوا، خائفين، وجَنَّ عليهم الليل فباتوا ساهرين، 

وناداهم منادى الصَّلاح، حىّ على الفلاح، فقاموا متهجدين، وهبت عليهم ريح الأَسحار فتيقظوا مستغفرين، وقطعوا بند المجاهدة فأصبحوا واصلين، فلمَّا رجعوا وقت الفجر بالأَجر بادى الهجر يا خيبة النائمين.

ابداع الخالق

 المجرة M106 من صور المرقاب "هابل"
Galaxy M106
 

السبت، 6 فبراير 2016

ابداع الخالق

Free Stock Photo: Scenic landscape view of lush rolling green hills in the English countryside with sunlight breaking through morning mist and cloud

بشارة من فقد ثلاثة من الولد فصبر.


فيمن أصيب بفقد ثلاثة من الولد فأكثر و البشارة له بذلك
قال البخاري : باب فضل من مات له ولد فاحتسب و قوله تعالى : { وبشر الصابرين }
[ حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث ثنا عبد العزيز عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما من مسلم من الناس يتوفى له ثلاثة لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم ] و رواه مسلم من وجه آخر عن أنس
قوله : [ لم يبلغوا الحنث ] أي لم يبلغوا سن التكليف الذي يكتب فيه الحنث

و روى البخاري من حديث [ سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد فيلج النار إلا تحلة القسم ] ورواه مسلم من هذه الطريق أيضا قال العلماء : تحلة القسم ما ينحل به القسم وهو اليمين وجاء مفسرا في الحديث أن المراد به قوله تعالى { و إن منكم إلا واردها } و بهذا قال أبو عبيد و جمهور من العلماء
و القسم مقدر أي : و الله إن منكم إلا واردها و قيل : المراد قوله تعالى : { فوربك لنحشرنهم و الشياطين }
وقال ابن قتيبة : معناه تقليل مدة ورودها قال : و تحلة القسم في هذا في كلام العرب و قيل تقديره : و لا تحلة القسم أي لا تحلة أصلا ولا قدرا يسيرا تحلة القسم و المراد بقوله تعالى : { و إن منكم إلا واردها } : المرور على الصراط و هوعلى جهنم و قيل الوقوف عندها أعاذنا الله و إياكم منها
و روى مسلم أيضا هذا الحديث معنى تحلة القسم عن أبي بكر بن أبي شيبة و عمرو الناقد و زهير بن حرب ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة به و رواه أيضا من حديث عبد الرزاق عن معمر عن الزهري به و رواه أيضا [ حدثنا يحيى بن يحيى قرأت على مالك عن شهاب عن ابن المسيب عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسه النار إلا تحلة القسم ] و رواه الترمذي من حديث مالك به و قال : حسن صحيح

نعمتان اضاعها كثير من الناس !

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - قَالَ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم -
 « نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ، الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ »