الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

معنى كلمة (الحسنة) في القرآن الكريم .............(2)

إنها النصر إنها الغنيمة !!
{ إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ }آل عمران120
جاء تفسير الجلالين رحمهما الله تعالى وغفر لهما ولوالديهما آمين في.
 ( إن تمسسكم ) تصبكم ( حسنة ) نعمة كنصر و غنيمة  (تسؤهم) تحزنهم  (وإن تصبكم سيئة) كهزيمة وجدب (يفرحوا بها).
إنها الحسنة مقابل السيئة  !!
{ إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً }النساء40
جاء تفسير الجلالين رحمهما الله تعالى وغفر لهما ولوالديهما آمين في.

 ( إن الله لا يظلم ) أحدا (مثقال) وزن (ذرة) أصغر نملة بأن ينقصها من حسناته أو يزيدها في سيئاته (وإن تك) الذرة (حسنةً) من مؤمن ،  وفي قراءة بالرفع فكان تامة (يضاعفها) من عشر إلى أكثر من سبعمائة وفي قراءة {يضعِّفها} بالتشديد (ويؤت من لدنه) من عنده مع المضاعفة (أجرا عظيما) لا يقدره أحد.

الاثنين، 29 سبتمبر 2014

معاني كلمة (الحسنة) في القرآن الكريم .......(1)

مع الحسنة في القرآن العظيم ...( للباحث عبدالستار المشهداني)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله ربّ العالمين .
اللهمّ صلّ على سيدّنا محمّد وعلى آله وأزواجه وذريّته وأصحابه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين والصّدّيقين والشُّهداء والصَّالحين وعلى أهل الجنّة وعلى الملائكة وباركْ عليه وعليهم وسلّم كما تحبه وترضاه يا الله آمين.

إنها النعمة إنها الجنة !!
قال تعالى :
{ وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }البقرة201
جاء تفسير الجلالين رحمهما الله تعالى وغفر لهما ولوالديهما آمين في.
( ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة ) نعمة ( وفي الآخرة حسنة  ) هي الجنة.

السبت، 27 سبتمبر 2014

الامام مالك رحمه الله و مجادلة المشككين وأهل الاهواء

عن أبي ثور: سمعت الشافعي يقول: كان مالك إذا جاءه بعض أهل الاهواء، قال: أما إني على بينة من ديني، وأما أنت، فشاك، اذهب إلى شاك مثلك فخاصمه.
عن جعفر بن عبد الله قال: كنا عند مالك، فجاءه رجل، فقال: يا أبا عبد الله (الرحمن على العرش استوى) [ طه: 5 ].
كيف استوى ؟ فما وجد مالك من شئ ما وجد من مسألته، فنظر إلى الارض، وجعل ينكت بعود في يده، حتى علاه الرحضاء ، ثم رفع رأسه، ورمى بالعود، وقال: الكيف منه غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والايمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وأظنك صاحب بدعة. وأمر به فأخرج.


من كتاب سير اعلام النبلاء.

سئل الامام مالك عن الداعي يقول: يا سيدي. فقال: يعجبني دعاء الانبياء: ربنا , ربنا.


الجمعة، 26 سبتمبر 2014

الشيخ النوري وسياف الخليفة

قال أبو نعيم: سمعت عمر البناء [ البغدادي ] بمكة يحكي محنة غلام خليل، قال: نسبوا الصوفية إلى الزندقة، فأمر الخليفة المعتمد في سنة أربع وستين ومئتين بالقبض عليهم، فأخذ في جملتهم النوري، فأدخلوا على الخليفة، فأمر بضرب أعناقهم، فبادر النوري إلى السياف، فقيل له في ذلك، فقال: آثرت حياتهم على نفسي ساعة، فتوقف السياف [ عن قتله، ورفع أمره إلى الخليفة ]، فرد الخليفة أمرهم إلى قاضي القضاة إسماعيل بن إسحاق، فسأل أبا الحسين النوري عن مسائل في العبادات، فأجاب، ثم قال: وبعد هذا، فلله عباد ينطقون بالله، ويأكلون بالله، ويسمعون بالله، فبكى إسماعيل القاضي، وقال: إن كان هؤلاء القوم زنادقة، فليس في الارض موحد فأطلقوهم. 

من كتاب سير اعلام النبلاء

الخميس، 25 سبتمبر 2014

فضل عشر ذي الحجة

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ « مَا الْعَمَلُ فِى أَيَّامِ الْعَشْرِ أَفْضَلَ مِنَ الْعَمَلِ فِى هَذِهِ » . قَالُوا وَلاَ الْجِهَادُ قَالَ « وَلاَ الْجِهَادُ ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَىْءٍ ».

رواه البخاري.

من اخلاق علي بن الحسين (زين العابدين) رحمه الله.

عن أبي يعقوب المدني، قال: كان بين حسن بن حسن وبين ابن عمه علي بن الحسين شئ، فما ترك حسن شيئا إلا قاله، وعلي ساكت، فذهب حسن، فلما كان في الليل، أتاه علي، فخرج، فقال علي: يا ابن عمي إن كنت صادقا فغفر الله لي، وإن كنت كاذبا، فغفر الله لك، السلام عليك.
قال: فالتزمه حسن، وبكى حتى رثى له.

من كتاب سير اعلام النبلاء.

الريح العاصفة ........... (الاخيرة).

مع ارتفاع الشمس بدأ ضباط الغواصة الثلاثة بالتوافد , كان الضباط على علم بالبرقيات التي وصلت , و ساورتهم الظنون و الشكوك السيئة حولها , لذلك ما أن عرض عليهم سليم محتوى البرقيتان و عرض عليهم توقعتاه و ظنونه تقبلوها بدون نقاش كثير وبدت كانها امور مسلمٌ بها.
بعد عرضه لواقع الحال المؤلم الذي يمرون به عرض عليهم خطته لتوفير الامان لهم ولطاقم الغواصة في انزالهم في اليمن ... كان الضباط يتلقون خطة سليم كانها اوامر بسبب احترامهم الكبير له واحساسهم بانه حريص على سلامتهم و ايصالهم الى بر الامان , كما ان تعهده بتسليمهم اعتراف خطي بتوقيعه يقر فيه بمسؤوليته الكاملة على اي اعمال غير مشروعة قامت بها الغواصة و اخلاء مسؤولية طاقمها منها , رفع ذلك الأمر من مكانته له في انفسهم .
لكن الضباط بعد نقاش مع سليم اتفقوا على وضع خطوات محددة وآمنة لتنفيذ فكرة سليم.
في فجر اليوم التالي وقبل الضياء الاول انطلق زورق سريع بهدوء من الجزيرة باتجاه سواحل اليمن حاملا احمد ورقم 37 و وبحاراً لقيادة الزورق.
وبعد ساعات من الإبحار وحسب خطة توقيتات دقيقة تسلل الزورق إلى إحدى السواحل النائية شرق جنوب اليمن.
كان الهدف من هذه الرحلة الوصول إلى مكان آمن يستطيعون منه إجراء اتصال لاسلكي بدون تعريض موقع الجزيرة للاكتشاف في حال استطاع العدو تحديد موقع الاتصال. هناك اتصل احمد بواسطة جهاز الاتصال المحمول بمندوب القوة في اليمن "سيف" . كان الغرض من الاتصال التأكد عن طريق "سيف" من واقع الحال في العاصمة و ما حال اليه امر القوة.
اكد سيف توقعات "سليم" بان معلومات واردة من مقربين من القيادات الامنية في العاصمة تبين ان قراراً نهائياً قد صدر بحل القوة و احالة قيادتها وضباطها الى التحقيق فيما تم نقل باقي منتسبي القوة إلى الأجهزة والتشكيلات الأمنية والعسكرية الأخرى.
اقتنع "احمد" أخيرا بشكل لا يقبل الشك إن كابتن "سليم" كان على حق في كل كلمةٍ قالها.
حسب الخطة الموضوعة , أرسل "احمد" رسالة مقتضبة عبر موجة إذاعية عامة من الممكن التقاطها في الجزيرة.
كانت الرسالة مكونة من كلمة واحدة هي "نعم". كان إرسال هذه الرسالة الى الجزيرة معناه , المضي في خطة "سليم".
بقي "احمد" ورقم 37 و رفيقهم البحار في مكانهم لعدة ساعات لحين وصول "سيف" حيث نقلهم بسيارته الى داخل المدينة.
في ذلك اليوم كان "احمد" محبطاً , شعر بأنه فقد جزءاً عزيزا من نفسه , مفارقا أصدقائه , تاركا أهله في الوطن في جهل من أمره , وذاهبا الى مستقبلٍ مجهول.


تمت.   

الأربعاء، 24 سبتمبر 2014

الريح العاصفة ............. (6)

    
-         ماذا ! كيف ؟
-         لن تعود , لانك اذا عدت ستنتهي اما الى المشنقة او ستقضي سنوات شبابك المتبقية في السجن وفي احسن الاحوال ستطرد من الوظيفة و ستعيش فقيرا مراقبا من اجهزة الامن وربما سيطاردك الموساد ليقضوا عليك ... احمد طوال فترة خدمتي في العسكرية لم ارى شخصا بمثل جرأتك و شجاعتك , انت بطل حقيقي ,هذا ليس إطراء لكنه حقيقة , اقول لك ذلك لاني اعتقد انك يجب ان تحافظ على نفسك من اجل الوطن , ما زلت في بداية شبابك وتستطيع ان تقدم المزيد لا يجب ان ينتهي عملك و انجازك بهذه السرعة , سيكون هذا انتصار للعدو ... يجب ان تبقى لكي تعمل و تعيش , حتى و لو خارج الوطن يجب ان تستمر في عملك.
-         هل ساصبح هاربا خارج الوطن مثل المجرمين ؟ ... والى متى !
-         لستَ مجرما يا احمد , و اعلم انه مهما طال الزمن فلا يصح الا الصحيح , سيأتي يوم و ستنصلح الامور في البلد وسيسمح لك بالعودة.
-         واذا لم يأتي ذلك اليوم ؟

-         تفاءل فما زلت شابا والعمر امامك لقد مررتَ في مواقف خطيرة و خرجت منها , اصبر قليلا و سنخرج كلنا من هذا المأزق ان شاء الله.

.....( يتبع )

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

الريح العاصفة ........(5)

الكابتن سليم :
-         سيفعل كل ما يظن انه سيبقيه اطول وقت في الحكم سيحاول ان يبعد اي شي قد يعكر صفوه او صفو فترة حكمه.
-         متى سنعود ؟
-         انا لن اعود.
-         كيف ؟
-         احمد لقد تجاوز عمري 46 عاماً , قضيت اكثر من ربع قرن من سنوات حياتي في البحر في خدمة وطني وشعبي , كنت اتمنى يومَ ان اعود الى وطني لاتقاعد , أن أعود كبطل , ان أُكرم و اقضي بقية حياتي في بيت جميل وعيشةٍ كريمة ولكن ان اعود الان وان اعامل كخائن و احاكم كاحد المجرمين او الجواسيس و يكون مصيري ان احكم بالاعدام أو رميا بالرصاص او أن اقضي ما تبقى من عمري في زنزانة , كلا , لن افعل ذلك من اجل حاكم اناني.
-         واين ستذهب ؟
-         ساتدبر امري واذهب الى احدى الدول القريبة .
-         والغواصة من سيعود بها ؟
-         لن تعود.
-         كيف ؟
-         لن اخاطر بطاقم الغواصة ... الغواصة عبارة عن معدن يمكن تعويضها لكن هؤلاء الرجال الابطال لا يعوضون , لهم عائلات وابناء بانتظارهم... الابحار في مثل هذه الظروف معناه تعريضهم للموت .
-         اذن ماذا ستفعل ؟
-         سارسل الطاقم الى اليمن على انه  طاقم لسفينة غارقة وسيسلم نفسه للسلطات اليمنية التي ستتصل بحكومتنا ثم سيتم ترحيلهم الى البلد ... الضباط سازودهم باعتراف مكتوب باني اتحمل مسؤولية اي عمليات قامت بها الغواصة او طاقمها.
-         والغواصة ؟
-         لم اقرر بعد ... افكر في تسليمها لاقرب بلد عربي.
استغرق احمد في التفكير فقد مرت هذه الدقائق المليئة بالمفاجأت بسرعة اشبه بالكابوس.
-         انت ايضا لن تعود... قال سليم لاحمد.

كانت مفاجآت سليم تتوالى بسرعة اربكت افكار احمد , شعر بان سليم قد فكر وخطط لكل شيء وكانه كان يعد لهذا الامر منذ ايام او اسابيع , كان سليم يفرض قناعاته بقوة بفضل شخصيته القوية والاحترام الذي يفرضه بسبب عمره وخبرته الطويلة.

........ يتبع ......

الاثنين، 22 سبتمبر 2014

الريح العاصفة ........... (4)

الكابتن سليم - عندما قرر الرئيس السابق تشكيل القوة بعد اقتراح قدمه له "ابو عامر" عرض الفكرة على كثير من القادة العسكريين والأمنيين , و ظهر هناك فريقين فريق قبل الفكرة وشجع عليها , وفريق آخر رفض الفكرة مما جعل الرئيس يتراجع , وبدلا من تشكيل القوة بشكل رسمي وإصدار امر رسمي بذلك قرر الطلب من "ابو عامر" تشكيل القوة بشكل سري وطلب المساعدة من قيادات الأجهزة التي أبدت ترحيبها بالفكرة ومن بينها قيادة المخابرات وقيادة القوات الخاصة و سلاح الغواصات وتم التمويل من هذه الدوائر لتشكيل القوة ..
-         وبعد !
-         الفريق الآخر كان من وزارة الدفاع وسلاح الجو وهيئة الاركان و نواب الرئيس ...
-         والرئيس الجديد هو نائب الرئيس وهو من الرافضين لفكرة تشكيل القوة ... صحيح ؟
-         نعم.
-         لكننا في القوة حققنا انتصارات وحرسنا البلد والمنطقة من الكثير من المؤامرات , و لم نفشل او نسبب خسائر للوطن ... كان من المفروض حتى للرافضين للقوة ان يقيموا القوة وما أنجزته بدلا من حلها او محاسبة افرادها كأنهم خونة.
-         عزيزي احمد انت ما زلت شابا طموحا شجاعا وترى الاشياء بمنظار الانسان الوطني البسيط ولكن يجب ان تعرف انه ليس كل الاشخاص مثلك ...هناك اناس يريدون ان يعيشوا في سلام , يولدون ويكبرون ويموتون في سلام دون ان يعرضوا أنفسهم للمصاعب او المشاق ليس لديهم طموح سوى ان ياكلوا ويشربوا ويموتوا في سلام ... كذلك بعض الحكام يريدون ان يبقوا على كراسيهم اطول مدة ممكنة وان يعيشوا ويقضوا فترة حكمهم في سلام , قد يكونون حكام نافعين يحافظون على بلدانهم ويبعدون عنها الحروب ولكنهم لا يعبئون لما يحصل حولهم حتى لو احترق ما حولهم او مست النار اخوانهم, يحاولون ان يرضوا من في الخارج حتى ولو على حساب شعوبهم.

-         هل معنى ذلك ان الرئيس الجديد سيضحي بنا لكي يثبت لمن في الخارج انه مسالم وانه غير عدائي ؟

.......... ( يتبع )

الأحد، 21 سبتمبر 2014

الريح العاصفة ........... (3)

-         ماذا ؟
-         هذا هو واقع الحال ... تنفس سليم بعمق وتابع ...
-         عندما يرسلون برقية يطلبون منا الحضور فورا وهم يعلمون بان الغواصة متضررة وبان هناك احتمال كبير بتدميرها في طريق العودة فذلك هو ما يريدونه , يريدون منا أن ننفذ الأوامر وان ننتحر بتنفيذ أمر العودة .
-         و لماذا يريدون ذلك ؟
-         في حال تم تدميرنا فعليا في الطريق فستموت أسرار القوة معنا لن تكون هناك تحقيقات أو محاكمات وأعمال كتابية كثيرة قد تصل إلى الرأي العام أو الصحف المحلية أو العالمية.
-         والبرقية الثانية أرسلها "أبو عامر" ليحذرنا من العودة ؟
-         نعم بطريقة غير مباشرة , أرسل لنا فحوى القرار الرئاسي ولكنه قرر ترك الخيار لنا في العودة من عدمها.
-         ألا تعتقد انك قد تكون مبالغا في تقدير الأمر أو انك ربما كنت متشائما كثيرا.
نظر سليم الى احمد نظرة فيها شيء من الغضب.
-         هل تعتقد إني أبالغ ! ... لقد قضيت أكثر من 25 عاما من عمري في الجيش , هل تعتقد انه من المتعارف عليه في الجيش أو البحرية أن تترك قطعة بحرية كبيرة في البحر بدون ان يتم الاتصال بها لأكثر من ثلاثة اشهر , هذا لم يحدث لا في تاريخ جيشنا ولم اسمع به من قبل في جيوش العالم , هل تعتقد إني في هذه الأشهر الثلاثة التي مرت لم افكر في معنى ذلك ... برقية الامس لم تكن إلا تأكيد لما استقر في نفسي من ضنون ... لم يتصلوا بنا لأنهم أرادونا أن نخطئ وان نرم بأنفسنا في التهلكة , كانوا يريدون إجبارنا على واحد من أمرين , اما ان نخرق الصمت ونتصل بهم ونفضح موقعنا للعدو وتكون نهايتنا والامر الثاني ان نتحرك وان نصبح عرضة للتدمير في البحر.
كانت هذه الاستنتاجات صادمة لأحمد فمنذُ شهور خاطر هو بحياته وخاطر الكابتن سليم والطاقم بحياتهم من اجل انقاذ شخص واحد من افراد القوة والان سليم يخبره بان موتهم جميعا اصبح مرغوبا فيه من قبل الرئاسة.

-         كابتن سليم هل تعتقد ان الامور تغيرت في البلاد بين ليلة وضحاها بحيث تحولنا الى خونة او خارجين عن القانون يتحتم التخلص منهم ... وهذه الغواصة الا يفكرون فيها الا يفكرون في قيمتها المعنوية أو العسكرية أو المادية على الأقل ... ماذا حصل هناك هل تعرف شيء لا اعرفه ؟
.......... ( يتبع ) ......

السبت، 20 سبتمبر 2014

الريح العاصفة ...........(2)

قبل ان ينطق احمد بكلمة اخرج سليم ورقة مطوية من جيبه وسلمها الى الى احمد وقال :
-         اقرأ.
كان الورقة عبارة عن برقية سرية وعاجلة من القيادة تطلب من الكابتن سليم العودة بالغواصة الى الوطن فورا.
-         ماذا ! كيف ؟ ... الا يعلمون ان الغواصة متضررة وانها ستصبح هدفا سهلا للعدو.
كان احمد يعلم ان الغواصة قبل لجوءها في الجزيرة كانت قد أرسلت رسالة مشفرة الى القيادة بينت حال الغواصة و عدم قدرتها على تفعيل نظام الاختفاء بسبب الاضرار التي لحقت بها , لذلك كان محتوى الرسالة مفاجئا جدا له.
كان رد فعل سليم على احمد أن اخرج ورقة اخرى وسلمها اليه.
-         هذا هو الجواب.
فتح احمد الورقة الثانية كانت برقية سرية اخرى تخبر سليم بانه صدر قرار رئاسي يعتبر أية نشاطات عسكرية او استخبارية جرت خارج نطاق الاجهزة الرسمية للدولة في المرحلة السابقة هي تصرفات شخصية غير مسؤولة و تعد استغلالاً لامكانيات الدولة بصورة غير شرعية وان جميع من اشترك فيها سيتعرضون للمساءلة القانونية و المحاكمة العسكرية.
-         ما هذا ! من ارسل هذه البرقية ؟
-         هذه من "ابو عامر".
كانت "ابو عامر" كنية تستعمل كاسم مستعار لقائد القوة الضاربة وهو اسم كان يستعمله الضباط الكبار للقوة فيما بينهم عندما كانوا يريدون الإشارة إلى قائد القوة بصورة سرية.
-         ماذا يعني ذلك ؟
-         هذه البرقية لو كانت جاءتني من غير "أبو عامر" لربما كان لها تفسير آخر ولكنها جاءت فور وصول برقية الاستدعاء و قد تم إرسالها عن طريق موجة خاصة لا يعلم بها الا عدد قليل من مسئولي القوة ومعناها واضح انه ينذرنا و يحذرنا من عواقب العودة.
-         تقصد إن القرار الرئاسي صدر بخصوص القوة ؟
-         بالتأكيد , القرارمعناه ان القوة أُلغيت وان جميع ما نفذناه من عمليات من اجل الوطن والامن القومي هي عمليات غير مشروعة واننا جميعنا سنتعرض للمحاكمة العسكرية فور رجوعنا للبلد .
كانت البرقيتان واضحتان و قد فهمها احمد ولكن القراءة السوداوية التي بينها سليم كانت مربكة و مفاجأة بشكل كبير.
-         لقد أدركت ذلك فور قراءتي للبرقية ولكني رجوت أن تخبرني بتفسير آخر يخالف رأي أو أن أكون مخطئاً.
ساد الصمت لثواني , استغرق احمد في تفكير عميق , تعود احمد في حياته الشخصية والعملية على المفاجئات المؤلمة , بالرغم إنهم عندما انظموا الى القوة تم إعلامهم بان القوة غير رسمية وإنها ستعمل تحت غطاء غير رسمي من رئيس البلاد إلا انه لم يتوقع أن تجري الأمور على هذا النحو المتسارع والمفاجئ.
-         ماذا ستفعل ؟  قال احمد .

-         البرقيات وصلت مساء أمس ومنذ ذلك الوقت وأنا أفكر بتعمق ... بالنسبة للبرقية الأولى فملخصها إنهم يطلبون منا الانتحار.
............................................. ( يتبع )

الجمعة، 19 سبتمبر 2014

قصة الريح العاصفة ..... (1)

مرت اربعة اشهر على معركة البحر الاحمر وغواصة القرش الازرق ترسو في جزيرة نائية في المحيط الهندي. كانت هذه الجزيرة تبعد مئات الكيلومترات جنوب اليمن وهي جزيرة صغيرة مهجورة , حوت الجزيرة على حوض طبيعي التكوين سمح لغواصة مثل القرش الأزرق بالدخول والتواري فيه.
تم اكتشاف هذه الجزيرة من قبل طاقم القرش الازرق منذ سنوات واصبحت مستودعا للمؤن ومكانا للتوقف والاستراحة في الرحلات الطويلة ومكانا آمنا للاختباء من مطاردات الاعداء.
بعد ايام من من انسحاب الغواصة من البحر الاحمر توقفت الاتصالات بين القيادة في العاصمة و الغواصة وانقطع اتصالهم بالعالم الخارجي و كانت الوسيلة الوحيدة لمعرفة اخبار العالم هي المذياع الذي كانوا يستمعون عبره الى الاذاعات العالمية والعربية التي تصل اليهم.
ومرت الايام بطيئة بانتظار التعليمات ولكن دون جدوى. و الخبر الأهم الذي وصلهم هو استقالة الرئيس وتولي آخر لحكم البلاد.
كانت الغواصة متضررة من المعركة الاخيرة مما لا يسمح لها بالعودة بصورة متخفية الى الوطن وكان من المقرر ان تقوم القيادة في العاصمة بوضع خطة تؤمن عودة الغواصة بأمان الى البلاد ولكن الصمت الطويل من العاصمة اثار الافكار السيئة والتساؤلات.
بالاضافة الى القلق الذي ساد الطاقم فان المؤن والطعام المخزون في الجزيرة قارب على النفاد. كان الضباط يُطمئنون البحارة بان التغييرات في الرئاسة في الوطن ربما شغلت القيادة العسكرية عنهم مؤقتا و ان الامر لن يطول اكثر.
كان ارسال اية رسالة او برقية الكترونية من الغواصة الى القيادة ممنوعا لانه قد يكشف موقع الغواصة التي ما تزال مطاردة من قبل اجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والغربية منذ عملية البحر الاحمر.
في احد الايام استيقظ احمد مع ساعات الصباح الاولى كعادته وذهب للقاء الكابتن سليم كما اعتاد طوال اربعة اشهر عند رسوهم في هذه الجزيرة. كان الكابتن سليم قد اتخذ عريشا له قريبا من مكان رسو الغواصة, مكانا للاجتماع مع ضباطه في النهار و مكانا للنوم في المساء. في ذلك الصباح سلم احمد على الكابتن سليم كالعادة لكن سليم رد السلام و نبرات صوته تشير الى انه يمر بحالة غير طبيعية , بالرغم إنه طيلة الأشهر الطويلة التي مضت حافظ فيها الكابتن سليم على رباطة جأشه و هدوئه.

جلس احمد بالقرب من كابتن سليم الذي بدا عليه السهر وعدم النوم ... احس احمد ان امرا خطيرا قد حصل , لكن ما هو !.