الخميس، 18 سبتمبر 2014

علي زين العابدين والفقراء

عن أبي حمزة الثمالي، أن علي بن الحسين كان يحمل الخبز بالليل على ظهره يتبع به المساكين في الظلمة، ويقول: إن الصدقة في سواد الليل تطفئ غضب الرب.
يونس بن بكير، عن [ محمد بن ] إسحاق: كان ناس من أهل المدينة يعيشون، لا يدرون من أين كان معاشهم، فلما مات علي بن الحسين، فقدوا ذلك الذي كانوا يؤتون بالليل.
جرير بن عبدالحميد، عن عمرو بن ثابت: لما مات علي بن الحسين، وجدوا بظهره أثرا مما كان ينقل الجرب بالليل إلى منازل الارامل.
وقال شيبة بن نعامة: لما مات علي وجدوه يعول مئة أهل بيت.
قلت: لهذا كان يبخل، فإنه ينفق سرا ويظن أهله أنه يجمع الدراهم.
وقال بعضهم: ما فقدنا صدقة السر، حتى توفى علي.
وروى واقد بن محمد العمري، عن سعيد بن مرجانة، أنه لما حدث علي بن الحسين بحديث أبي هريرة: " من أعتق نسمة مؤمنة أعتق الله كل عضو منه بعضو منه من النار، حتى فرجه بفرجه " فأعتق علي غلاما له، أعطاه فيه عبد الله بن جعفر عشرة آلاف درهم.
وروى حاتم بن أبي صغيرة، عن عمرو بن دينار، قال: دخل علي بن الحسين على محمد بن أسامة بن زيد في مرضه، فجعل محمد يبكي، فقال: ما شأنك ؟ قال: علي دين، قال: وكم هو ؟ قال: بضعة عشر ألف دينار، قال: فهي علي.
علي بن موسى الرضا: حدثنا أبي عن أبيه، عن جده، قال علي بن الحسين: إني لاستحيي من الله أن أرى الاخ من إخواني، فأسأل الله له الجنة وأبخل عليه بالدنيا، فإذا كان غدا قيل لي: لو كانت الجنة بيدك لكنت بها أبخل وأبخل.

من كتاب سير اعلام النبلاء للذهبي.

ليست هناك تعليقات: