مرت
اربعة اشهر على معركة البحر الاحمر وغواصة القرش الازرق ترسو في جزيرة نائية في
المحيط الهندي. كانت هذه الجزيرة تبعد مئات الكيلومترات جنوب اليمن وهي جزيرة
صغيرة مهجورة , حوت الجزيرة على حوض طبيعي التكوين سمح لغواصة مثل القرش الأزرق بالدخول
والتواري فيه.
تم
اكتشاف هذه الجزيرة من قبل طاقم القرش الازرق منذ سنوات واصبحت مستودعا للمؤن
ومكانا للتوقف والاستراحة في الرحلات الطويلة ومكانا آمنا للاختباء من مطاردات
الاعداء.
بعد ايام
من من انسحاب الغواصة من البحر الاحمر توقفت الاتصالات بين القيادة في العاصمة و
الغواصة وانقطع اتصالهم بالعالم الخارجي و كانت الوسيلة الوحيدة لمعرفة اخبار
العالم هي المذياع الذي كانوا يستمعون عبره الى الاذاعات العالمية والعربية التي
تصل اليهم.
ومرت
الايام بطيئة بانتظار التعليمات ولكن دون جدوى. و الخبر الأهم الذي وصلهم هو
استقالة الرئيس وتولي آخر لحكم البلاد.
كانت
الغواصة متضررة من المعركة الاخيرة مما لا يسمح لها بالعودة بصورة متخفية الى
الوطن وكان من المقرر ان تقوم القيادة في العاصمة بوضع خطة تؤمن عودة الغواصة
بأمان الى البلاد ولكن الصمت الطويل من العاصمة اثار الافكار السيئة والتساؤلات.
بالاضافة
الى القلق الذي ساد الطاقم فان المؤن والطعام المخزون في الجزيرة قارب على النفاد.
كان الضباط يُطمئنون البحارة بان التغييرات في الرئاسة في الوطن ربما شغلت القيادة
العسكرية عنهم مؤقتا و ان الامر لن يطول اكثر.
كان
ارسال اية رسالة او برقية الكترونية من الغواصة الى القيادة ممنوعا لانه قد يكشف
موقع الغواصة التي ما تزال مطاردة من قبل اجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والغربية
منذ عملية البحر الاحمر.
في احد
الايام استيقظ احمد مع ساعات الصباح الاولى كعادته وذهب للقاء الكابتن سليم كما
اعتاد طوال اربعة اشهر عند رسوهم في هذه الجزيرة. كان الكابتن سليم قد اتخذ عريشا
له قريبا من مكان رسو الغواصة, مكانا للاجتماع مع ضباطه في النهار و مكانا للنوم
في المساء. في ذلك الصباح سلم احمد على الكابتن سليم كالعادة لكن سليم رد السلام و
نبرات صوته تشير الى انه يمر بحالة غير طبيعية , بالرغم إنه طيلة الأشهر الطويلة
التي مضت حافظ فيها الكابتن سليم على رباطة جأشه و هدوئه.
جلس احمد
بالقرب من كابتن سليم الذي بدا عليه السهر وعدم النوم ... احس احمد ان امرا خطيرا
قد حصل , لكن ما هو !.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق