-
ماذا ؟
-
هذا هو واقع الحال ... تنفس سليم بعمق وتابع ...
-
عندما يرسلون برقية يطلبون منا الحضور فورا وهم يعلمون
بان الغواصة متضررة وبان هناك احتمال كبير بتدميرها في طريق العودة فذلك هو ما
يريدونه , يريدون منا أن ننفذ الأوامر وان ننتحر بتنفيذ أمر العودة .
-
و لماذا يريدون ذلك ؟
-
في حال تم تدميرنا فعليا في الطريق فستموت أسرار القوة
معنا لن تكون هناك تحقيقات أو محاكمات وأعمال كتابية كثيرة قد تصل إلى الرأي العام
أو الصحف المحلية أو العالمية.
-
والبرقية الثانية أرسلها "أبو عامر" ليحذرنا من
العودة ؟
-
نعم بطريقة غير مباشرة , أرسل لنا فحوى القرار الرئاسي
ولكنه قرر ترك الخيار لنا في العودة من عدمها.
-
ألا تعتقد انك قد تكون مبالغا في تقدير الأمر أو انك ربما كنت
متشائما كثيرا.
نظر سليم الى احمد نظرة فيها شيء من الغضب.
-
هل تعتقد إني أبالغ ! ... لقد قضيت أكثر من 25 عاما من
عمري في الجيش , هل تعتقد انه من المتعارف عليه في الجيش أو البحرية أن تترك قطعة
بحرية كبيرة في البحر بدون ان يتم الاتصال بها لأكثر من ثلاثة اشهر , هذا لم يحدث
لا في تاريخ جيشنا ولم اسمع به من قبل في جيوش العالم , هل تعتقد إني في هذه الأشهر
الثلاثة التي مرت لم افكر في معنى ذلك ... برقية الامس لم تكن إلا تأكيد لما استقر
في نفسي من ضنون ... لم يتصلوا بنا لأنهم أرادونا أن نخطئ وان نرم بأنفسنا في
التهلكة , كانوا يريدون إجبارنا على واحد من أمرين , اما ان نخرق الصمت ونتصل بهم
ونفضح موقعنا للعدو وتكون نهايتنا والامر الثاني ان نتحرك وان نصبح عرضة للتدمير في
البحر.
كانت هذه
الاستنتاجات صادمة لأحمد فمنذُ شهور خاطر هو بحياته وخاطر الكابتن سليم والطاقم
بحياتهم من اجل انقاذ شخص واحد من افراد القوة والان سليم يخبره بان موتهم جميعا
اصبح مرغوبا فيه من قبل الرئاسة.
-
كابتن سليم هل تعتقد ان الامور تغيرت في البلاد بين ليلة
وضحاها بحيث تحولنا الى خونة او خارجين عن القانون يتحتم التخلص منهم ... وهذه
الغواصة الا يفكرون فيها الا يفكرون في قيمتها المعنوية أو العسكرية أو المادية على
الأقل ... ماذا حصل هناك هل تعرف شيء لا اعرفه ؟
.......... ( يتبع ) ......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق