مع ارتفاع
الشمس بدأ ضباط الغواصة الثلاثة بالتوافد , كان الضباط على علم بالبرقيات التي
وصلت , و ساورتهم الظنون و الشكوك السيئة حولها , لذلك ما أن عرض عليهم سليم محتوى
البرقيتان و عرض عليهم توقعتاه و ظنونه تقبلوها بدون نقاش كثير وبدت كانها امور مسلمٌ
بها.
بعد عرضه
لواقع الحال المؤلم الذي يمرون به عرض عليهم خطته لتوفير الامان لهم ولطاقم
الغواصة في انزالهم في اليمن ... كان الضباط يتلقون خطة سليم كانها اوامر بسبب
احترامهم الكبير له واحساسهم بانه حريص على سلامتهم و ايصالهم الى بر الامان , كما
ان تعهده بتسليمهم اعتراف خطي بتوقيعه يقر فيه بمسؤوليته الكاملة على اي اعمال غير
مشروعة قامت بها الغواصة و اخلاء مسؤولية طاقمها منها , رفع ذلك الأمر من مكانته
له في انفسهم .
لكن الضباط
بعد نقاش مع سليم اتفقوا على وضع خطوات محددة وآمنة لتنفيذ فكرة سليم.
في فجر
اليوم التالي وقبل الضياء الاول انطلق زورق سريع بهدوء من الجزيرة باتجاه سواحل
اليمن حاملا احمد ورقم 37 و وبحاراً لقيادة الزورق.
وبعد ساعات
من الإبحار وحسب خطة توقيتات دقيقة تسلل الزورق إلى إحدى السواحل النائية شرق جنوب
اليمن.
كان الهدف
من هذه الرحلة الوصول إلى مكان آمن يستطيعون منه إجراء اتصال لاسلكي بدون تعريض
موقع الجزيرة للاكتشاف في حال استطاع العدو تحديد موقع الاتصال. هناك اتصل احمد
بواسطة جهاز الاتصال المحمول بمندوب القوة في اليمن "سيف" . كان الغرض
من الاتصال التأكد عن طريق "سيف" من واقع الحال في العاصمة و ما حال
اليه امر القوة.
اكد سيف
توقعات "سليم" بان معلومات واردة من مقربين من القيادات الامنية في
العاصمة تبين ان قراراً نهائياً قد صدر بحل القوة و احالة
قيادتها وضباطها الى التحقيق فيما تم نقل باقي منتسبي القوة إلى الأجهزة
والتشكيلات الأمنية والعسكرية الأخرى.
اقتنع
"احمد" أخيرا بشكل لا يقبل الشك إن كابتن "سليم" كان على حق
في كل كلمةٍ قالها.
حسب الخطة
الموضوعة , أرسل "احمد" رسالة مقتضبة عبر موجة إذاعية عامة من الممكن
التقاطها في الجزيرة.
كانت
الرسالة مكونة من كلمة واحدة هي "نعم". كان إرسال هذه الرسالة الى
الجزيرة معناه , المضي في خطة "سليم".
بقي
"احمد" ورقم 37 و رفيقهم البحار في مكانهم لعدة ساعات لحين وصول
"سيف" حيث نقلهم بسيارته الى داخل المدينة.
في ذلك
اليوم كان "احمد" محبطاً , شعر بأنه فقد جزءاً عزيزا من نفسه , مفارقا
أصدقائه , تاركا أهله في الوطن في جهل من أمره , وذاهبا الى مستقبلٍ مجهول.
تمت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق