الاثنين، 15 سبتمبر 2014

الفضيل و ذكر الله سبحانه و تعالى

قال إبراهيم بن الاشعث: ما رأيت أحدا كان الله في صدره أعظم من الفضيل، كان إذا ذكر الله، أو ذكر عنده، أو سمع القرآن، ظهر به من الخوف والحزن، وفاضت عيناه، وبكى حتى يرحمه من يحضره، وكان دائم الحزن، شديد الفكرة، ما رأيت رجلا يريد الله بعلمه وعمله، وأخذه وعطائه، ومنعه وبذله، وبغضه وحبه، وخصاله كلها، غيره.
كنا إذا خرجنا معه في جنازة لا يزال يعظ، ويذكر ويبكي كأنه مودع أصحابه، ذاهب إلى الآخرة، حتى يبلغ المقابر، فيجلس مكانه بين الموتى من الحزن والبكاء، حتى يقوم وكأنه رجع من الآخرة يخبر عنها.
وقال عبد الصمد بن يزيد مروديه: سمعت الفضيل يقول: لم يتزين الناس بشي ء أفضل من الصدق، وطلب الحلال.
فقال ابنه علي: يا أبة إن الحلال عزيز.
قال: يا بني، وإن قليله عند الله كثير.
قال سري بن المغلس: سمعت الفضيل يقول: من خاف الله لم يضره أحد، ومن خاف غير الله، لم ينفعه أحد.



من كتاب سير اعلام النبلاء للذهبي

ليست هناك تعليقات: