لقاء مع العدو
في مكان ما بدأ احمد يستفيق , كان اول ما شعر به اصوات اشخاص يتكلمون , لكنه لم يكن يستطيع تمييز لغتهم او عددهم بسبب تأثير المخدر فيما كان لا يستطيع فتح عينيه او الشعور بباقي جسده.
ساد الهدوء لفترة ثم سمع صوت يخاطبه بلهجة غريبة :
- هل بدأت تستيقظ ؟
كان احمد لا يستطيع الكلام او الحركة , لذلك انصت و قد بدا كأن هذا الصوت قد سمعه من قبل.
- اصدقائي طلبوا مني ان اسلمهم اياك فور قبضي عليك ... لكني احببت ان أسدد لك دينا قديما ... هل عرفتني ؟... ربما سمعت صوتي سابقا ...
أثارت احمد جملة (اصدقائي طلبوا مني ان اسلمهم اياك فور قبضي عليك) فهذه الجملة تعني انهم كانوا يتوقعون مجيئه ! وهذا يعني انه اصبح مكشوفا لديهم.
عمل عقل احمد بسرعة ليستذكر هذا الصوت واللهجة فلا بد انه يعرفه من خلال عمله ... بسرعة خاطفة استذكر الحاسب البشري ذلك الصوت ! , انه صوت "ابو الأسود"* , انها حقا مفاجأة ويبدوا جليا انه قد تعرف اليه ,
- خلال دقائق قليلة ستستعيد شعورك ... وستتمنى لو لم تستعيده ... لو لا إن اصدقائي طلبوا مني تسليمك اليهم سليما لقُمت بتقطيعك الى اجزاء.
ايقن احمد ان هذا الشخص هو "ابو الاسود" وانه يود الانتقام منه نتيجة الاصابات التي أحدثها له في عملية الصحراء , ويبدوا ان "ابو الاسود" وهو عميل اسرائيلي محترف قد تم نقله من غرب افريقيا ليعمل في البحر الاحمر في جزر الأرخبيل.
بدأ احمد يستعيد شعوره وأدرك انه جالس على كرسي ومقيد بالحبال واخذ يشعر بالم القيود على كفيه وقدميه , ومع مرور الثواني بدأ احمد يفتح عينيه وبدأ يبصر ضوءا خافتا في وسط الظلام.
- بدأت تستيقظ !
قال "ابو الاسود" تلك الجملة , قبل أن يتلقى احمد لكمة مؤلمة في وجهه , تبعتها اخرى , في ثواني قليلة تلقى احمد مجموعة من اللكمات طالت وجهه و صدره و بطنه لم يستطع تبيان من كان يكيلها , غلب احمد الألم الذي عم جسده , فلم يستطع فتح عينيه او تمييز من كان امامه. بعد أن انتهى "ابو الاسود" من جلسة التعذيب.
- ارموه مع صاحبه.
امر "ابو الاسود" رجاله , عندئذ شعر احمد باشخاص يحملونه من الكرسي ويسيرون به ثم يهبطون به امتار عديدة , ثم القوه بقوة على أرض صلبة آلمت باقي جسده.
رغم الألام التي كان يشعر بها في وجهه حاول أحمد فتح عينيه و استطلاع المكان الذي فيه , كان هناك مصباح معلق في السقف ينير المكان بشكل خافت , كانت جدران الغرفة وارضيتها من الصخور , كان المكان عبارة عن كهف صغيرٍ او غرفة محفورة في الصخور , نظر خلفه بصعوبة كان هناك جسد مقيد مرمي على مسافة منه بدون حراك , تحسس احمد أصابع يديه , لقد اخذوا منه الخاتم والساعة ويبدوا انهم افرغوا جيوبه من كل ما كان يحمله , رغم ألم اضلاعه طوى احمد جسده ومد يده الى الخلف الى حذائه و اخرج سكين بلاستيكي من جيب خفي في نعل خذائه , كان هذا المكان الوحيد الذي لم يبحثوا فيه , قطع أحمد قيد يديه ثم قيد رجليه.
قام احمد الى زميله ليتفحصه فوجده قد جرى تعذيبه والدماء تغطي وجهه واطرافه , حرر احمد 37 من قيوده , تفحص احمد نبضه فوجده على قيد الحياة , حاول احمد ايقاضه ولكن دون جدوى , اخرج احمد من كعب حذائه حقنتين صغيرتين بحجم مضغوط تحويان عقارات منبهة و مقوية ثم حقنها في عنق 37 , انتظر احمد ثواني ثم بدأ يهز 37 و يربت على وجهه بهدوء , بدأ 37 بعد دقائق بالاستيقاظ وفتح عينيه و نظر الى احمد :
- كيف حالك ... هل تستطيع الحركة ؟
- من انت ؟
- رقم 37 ... لقد جئت لانقاذك ... هل تستطيع الحركة.
بدأ 37 يقاوم الالم ثم بدأ بتحريك اطرافه محاولا الجلوس.
- استطيع الحركة ... ولكن ببطء.
- يجب ان نخرج من هنا بسرعة ... سيقومون بتسليمنا للعدو و عندها ستصبح عملية الهروب اصعب.
- حسنا انا معك ...هل لديك خطة ؟
* * *
* ) راجع قصة ( مطاردة في الصحراء )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق