السبت، 21 يونيو 2014

مغامرة : معركة البحر الاحمر : الحلقة الخامسة ( البحث عن القروش)

البحث عن القروش
على بعد مئات الكيلومترات في جزيرة كرمان وفي فجر ذلك اليوم استيقظ سيف و جان وحملوا معداتهم المهمة تاركين خلفهم ملابسهم وامتعتهم غير الضرورية.
استقل الاثنان قاربهم السريع وانطلقوا الى عرض البحر وسط قوارب الصيادين المنتشرة في البحر. اوقفوا قاربهم وجلس الاثنان يراجعان تحركاتهما , فتح جان خارطة مفصلة للمنطقة في وسط وجنوب البحر الاحمر :
-         لنراجع الخطوات بدقة , سنذهب الى موقع الغطس هنا لتجربة معدات الغطس ولنبعد عنا الشك حول هدفنا الحقيقي , ساغطس لمدة رب ساعة واجرب اجهزة التصوير والمسح الصوتي ثم اصعد الى ظهر القارب ... بعدها سننطلق الى هذه المنطقة.
-         سنقترب من جزيرة دهلك وسنتوقف على مسافة 20 كيلومتر خارج المياه الاقليمية الارترية .
-         في حال تعرض لنا خفر السواحل اليمني ...؟
-         سابرز له اوراق الهوية اليمنية وسنقول اننا ضللنا طريقنا.
-         وفي حال تعرض لنا خفر السواحل الارترية ؟
-         سابرز له جوازي الفرنسي وساقول اني من اصل يمني واننا ضللنا الطريق.
-         وسنطلب منهم سواءاً  اليمنيين او الارتريين ارشادنا الى طريق العودة ... ان استطعنا الوصول الى النقطة المحددة ساجهز معداتي من جديد واغطس وادور حول الشعب المرجانية باتجاه شمال جزر الارخبيل باتجاه الغرب بحثا عن جزيرة المهربين ... ستنتظرني لمدة اربع ساعات , عند رجوعي سارسل لك اشارة لاتأكد انك ما زلت في نفس المكان ان لم ترسل لي اشارة ساعرف انك تحركت من موقعك  , ان لم ارجع ستعود ادراجك , قبل انتهاء الاربع ساعات ان تعرض لك خفر السواحل فارجع الى المياه الاقليمية اليمنية وانتظر تتمة الاربع ساعات ، ان لم ارسل لك اشارة , عد الى كرمان وحمل اغراضنا وانسحب خلسة وعد الى صنعاء.
-         ان تعرضت للاعتقال سارسل اشارة الاستغاثة.
-         نعم ... حسنا لننطلق.
نفذ الاثنان الخطة الموضوعة فانطلقوا الى موقع الغطس قرب كرمان وارتدى احمد ملابس الغطس وتفحص اجهزة التنفس واسطوانات الهواء وقفز الى البحر و اخذ معه الكاميرة البحرية , غطس الى القاع الذي كان بعمق خمس عشر مترا وبدأ بالتصوير والتأكد من عملها , ثم شغل جهاز الماسح الصوتي ( السونار ) الذي يسمح له بتحسس طريقه في الاعماق المظلمة , بعد التأكد من فعاليته , اوقف عمله وعاد الى تصوير القاع والشعب المرجانية وهو يراقب ساعة يده ويحسب الوقت.
بعد نصف ساعة كان القارب يغادر الموقع بسرعة باتجاه الغرب. في اقل من ثلاث ساعات وصل القارب الى الموقع المحدد , كان الافق خاليا الا من السماء ولم تكن هناك قوارب خفر على مرمى البصر. اوقف جان القارب واسرع الى حمل اجهزة التنفس ، ثم اشار الى سيف الى قاع القارب فاسرع معه ففتحا باباً سرية في قاع القارب , كانت الباب تخفي حيزا في بطن القارب يضم جهازا اسطوانيا ذو رأس مغزلي  ومن الجهة الاخرى يحوي مقابض للمسك , كان طوله يصل الى المتر , كان عبارة عن مركبة كهربائية ستمكن جان من الغوص والتحرك بسرعة ودون بذل جهد يذكر , تعاون الاثنان على اخراجه لثقل وزنه. وضعاه على ظهر القارب بحذر , ثبت احمد على ظهره الكاميرة في موضع خاص بها ثم وضعا المركبة على حافة القارب التي مالت بسبب وزنه , قفز احمد الى البحر و وضع على عينيه نظارات السباحة وفي فمه انبوب التنفس , ثم بحذر انزل سيف المركبة الكهربائية الى الماء حيث استلمه جان.
امسك جان المركبة من قبضتيها , ثم اشار الى سيف الى ساعة معصمه دلالة على ضبط الوقت ثم القى اليه التحية وادار المحرك الكهربائي النفاث ثم غطس به جان الى الاعماق , نظر سيف الى ساعته كانت تشير الى الحادية والربع قبل الزوال.
كانت مهمة جان وسيف جمع المعلومات عن جزر دهلك وهدفهم الاساسي هو تحديد موقع القاعدة البحرية الاسرائيلية في تلك الجزر والتي قد تشكل بما تضمه من قطعات بحرية مثل الطرادات والغواصات الخطر الاكبر على غواصة القرش الازرق في حال حاولت الاشتراك في انقاذ الرقم 37.
كان حصولهم على معلومات عن جزيرة المهربين اضافة جيدة ستمكن جان من تحديد موقعها بشكل أسرع و جهد أقل ، كانت طبيعة جزيرة المهربين و جغرافيتها تجعلها مناسبة لاخفاء قاعدة بحرية وتوفير الحماية لها.
اقترب جان بعد ساعة من السباحة من موقع جزيرة المهربين بمساعدة مركبة الدفع الكهربائية النفاثة وبمساعدة اجهزة الملاحة الموجودة فيه, كان جان قريب من الشاطىء و قريب من القاع وسط الشُعب المرجانية لكي توفر له غطاء يقلل من امكانية اكتشافه , كان جان يغوص في عمق قليل وكان ضوء النهار يضيء الاعماق القليلة , فينظر ما حوله وينظر الى جهاز الماسح الصوتي الذي يمسح المسافات البعيدة عن رؤية الغواص , عند اقتراب جان من الجزيرة اضاءت شاشة جهاز الماسح باشارة مميزة مشيرة الى وجود اجسام كبيرة طافية في الماء , فوراً أطفأ جان المركبة وتوقف في مكانه , خشيَّ جان من ان تكون هذه الاجسام  مجموعة من الغواصين ولكن مع مرور الثواني تبين له ان هذه الاجسام ثابتة و تقع على مسافة 100 متر , ترك جان المركبة على القاع وسبح بحذر ليستكشف ماهية هذه الاجسام , تقدم جان ببطء وحذر , امتار وبدأت الرؤيا تتوضح , كانت هناك اجسام تطفو وسط الماء على مسافة من القاع , عند مسافة معينة توقف جان وقد اصبحت الرؤيا واضحة والصورة مفهومة كانت مجموعة كبيرة من الالغام البحرية الثابتة المضادة للسفن والافراد مثبتة بنظام لحماية الساحل من اي تسلل.
- اذن هذه هي الجزيرة.

قال جان في نفسه وبدأ بالتراجع قليلا ثم ضغط على جهاز يحمله في حزام وسطه , ارسل الجهاز اشارة الى غواصة القرش الازرق لتحديد موقع قاعدة العدو. سبح جان عائدا الى موقع مركبة الدفع , عندها احس فجأةً بحركة قربه , نظر حوله , رأى فوقه قرشا يصل طوله الى مترين. كان ذلك مفاجئا ومنذرا بوجود المزيد منها. أسرع جان الى مركبته وشغلها وبدأ بالانسحاب بسرعة من المكان.

ليست هناك تعليقات: