الجمعة، 20 يونيو 2014

مغامرة "معركة البحر الاحمر" الحلقة الرابعة ( الوقوع في الفخ )

الوقوع في الفخ
في اليوم التالي وصل احمد في ساعة مبكرة الى مطار اسمرة عاصمة ارتريا ليبحث عن رقم 37 بصفته شقيقه الاكبر , و وفقا للاجراءات الاعتيادية نزل في احد الفنادق , ثم استأجر سيارة الى السفارة المصرية حيث طلب مساعدته على ايجاد شقيقه "عمرو".
استقبله موظف في السفارة وبعد عدة اسئلة واستفسارات تم اجراء اتصالات بين السفارة و جهات حكومية في أسمرة , تم اخباره بان اخيه مفقود وانهم لا يملكون اي معلومات عنه . شكرهم احمد وغادر السفارة و ذهب الى الميناء حيث حجز مكانا في عبارة لنقل المسافرين الى دهلك.
قبل زوال شمس ذلك اليوم وصل احمد الى ميناء دهلك. حيث استقل سيارة أجرة الى مقر موقع مشروع شركة العمران , ما أن وصل حتى ذهب مباشرة الى مكتب مدير الموقع وطلب مقابلته. بعد انتظار لدقائق سُمح له بمقابلة المدير الذي استقبله بترحاب :
-         اهلا وسهلا بك , تفضل !
-         انا "سامح سعيد" اخ الموظف لديكم "عمرو سعيد".
-         سامح سعيد ... تذكرته , انه عامل جيد وتقني كفوء.
-         سيدي انه مفقود منذ ثلاثة أيام واود ان اعرف هل لديكم معلومات منه.
-         ساتأكد من الادارة.
رفع المدير سماعة الهاتف واجرى اتصالاً وتكلم مع الادارة عن سامح سعيد الموظف لديه , استمع لاجابات اسئلته ثم اغلق سماعة الهاتف وعاد الى مخاطبة احمد :
-         سيد سامح , الادارة ابلغتني انه غائب منذ ثلاثة ايام , ولا يجيب على اتصالاتنا !
-         ضننت انني استطيع ان اعرف معلومات اكثر منكم.
-         انا اسف استاذ "سامح" ولكن معلوماتنا محصورة بوقت تواجده في الموقع , وقد اكمل عمله وخرج من الموقع بسلام و امان , تستطيع السؤال عنه في موقع سكناه.
-         اشكرك سيدي على سعة صدرك.
خرج احمد من موقع المشروع واستأجر سيارة الى موقع السكن للاخ المفقود. سارت السيارة بأحمد دقيقتين قبل ان تعترضها فجأةً سيارة شرطة قادمة من الاتجاه المعاكس , اوقف سائق سيارة الاجرة السيارة اثر اشارة من احد الشرطيين في السيارة.
ترجل احدهم واقترب من سائق الاجرة وطلب منه اوراقه , تطلع فيها ثم تحول الى احمد وطلب اوراقه كذلك , اخرج احمد جوازه وسلمه اليه , تطلع في الجواز مليا ثم طلب من احمد الترجل من السيارة , ترجل احمد من السيارة ففتشه الشرطي ثم قال له :
-         ستأتي معنا.
-         لماذا
-         سنتحقق من هويتك , اعطني يديك.
-         هل ستقوم باعتقالي ؟
-         كلا , انه اجراء احترازي , مد يديك ولا تجبرني على استخدام القوة معك.
مد احمد يديه فوضع الشرطي القيود فيها , ادرك احمد ان هذه هي الطريقة ذاتها التي استخدمت للقبض على رقم 37 , نظر احمد الى سيارة الشرطة فوجدها سيارة شرطة عادية تحمل الشارات المعروفة وهي من طراز قديم وبنظرة فاحصة وخبيرة لم يجد فيها ما يشير على احتوائها على جهاز مضاد للاتصالات اللاسلكية. قاده الشرطي واجلسه في المقعد الخلفي لسيارة الشرطة ثم طلب من سائق الاجرة التحرك. ركب الشرطي وسارت سيارة الشرطة قليلا ثم اتجهت الى طريق ترابي يمتد في الصحراء.
-         اين تأخذوني ؟
قال احمد , التفت  الشرطي اليه ونظر اليه بنظرة صارمة :
-         اصمت.
-         اريد الاتصال بالسفارة.
-         عندما نصل سنسمح لك بالاتصال.
كان احمد يدرك انها عملية اعتقال ولكن سياق العمل يفرض عليه التمسك بالدور الذي يؤديه الى اخر لحظة ممكن ان يستمر فيها. كان اعتقال احمد من قبل الجهة التي اعتقلت رقم 37 واردا في خطة الانقاذ , الا ان هذا الحدث المتوقع حدث سريعا جداً.
توقفت السيارة فجأة , التفت اليه الشرطي :
-         سأغطي رأسك , ان حاولت المقاومة ستتعرض للضرب.
اخرج الشرطي كيسا قماشيا اسود والبسه في رأس احمد. ضغط احمد فص خاتمه واطلق اشارة النجدة وفعل اجهزة التتبع والتنصت التي يحملها معه. كان احمد يفكر في الثواني السبعة التي استغرقها المختطفون لرقم 37 لتعطيل الاجهزة التي كان يحملها , كان احمد يحسب الوقت في نفسه بحساب الثواني وينصت بحرص محاولا رصد الاصوات التي قد يسمعها خلال الثواني القادمة. ادرك احمد ان الذَّين اعتقلاه عنصران من الشرطة لكنهما عميلين لجهة اخرى وانهما سيسلمانه لتلك الجهة كما سلما رقم 37 من قبل.
مرت الثواني العشرون دون جديد , فكر احمد ان ترتيب عملية القبض على رقم 37 كانت اكثر دقة لانهم كان يراقبوه ويعرفون تحركاته لذلك لم تستغرق عملية اختفائه اكثر من 7 ثواني , بينما طالت هنا بسبب ان موعد حضوره لم يكن معروفا مسبقا لدى المختطفين وهذا يشير الى انهم احسوا بحضوره بعد وصوله الى موقع المشروع وان عيونهم موجودة في الموقع.

في الثانية الاربعين احس احمد بحركة كان صوت سيارة تقترب بسرعة عالية , توفت فجأة ساد الصمت احس باصوات مكتومة لحركة اقدام تسير على الرمال تقترب منه. فجأة احس بوخزة في رقبته , ادرك احمد انه حقن بمادة ما ولكن هل هي سم او مادة مخدرة , تشّهد احمد "اشهد ان لا اله الا الله " وبدأ يفقد وعيه.

ليست هناك تعليقات: