الأحد، 6 أبريل 2014

حياء الرسول (صلى الله عليه وسلم ) وأدبه



عن أنسٍ رضيَّ اللهُ عنه قال : بُنِيَ [ أولم  وليمة ] عَلَى النبيِّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم بزينبَ بنتِ جحشٍ بخبزٍ ولحمٍ ، فأُرسلتُ عَلَى الطعام داعياً ، فَيَجيء قوم فيأكلونَ ويَخرجون ثم يَجيء قومٌ فيأكلونَ ويخرجون ، فدَعَوتُ حتى ما أجد أحداً أدعو ، فقلتُ : يا نبيَّ الله ما أجدُ أحداً أدعوه ، فقال (( فارفعوا طعامَكم )). وبقيَ ثلاثة رَهطٍ يَتحدَّثونَ في البيت ، فخرجَ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم فانطَلَق إلى حُجرةِ عائشةَ فقال (( السلام عليكم أهل البيتِ ورحمةُ الله ))، فقالت : وعليكَ السلامُ ورحمةُ الله ، كَيفَ وَجدتَ أهلك ، باركَ اللهُ لك . فتَقرَّى [ تفقد ] حُجَرَ نسائِهِ كلِّهن ، يقول لهنَّ كما يقول لعائشة ، ويَقُلنَ له كما قالت عائشة . ثم رجعَ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم فإِذا ثلاثةٌ من رهط في البيتِ يتحدَّثون – وكان النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم شديدَ الحياء – فخرجَ مُنْطَلِقاً نحوَ حجرةِ عائشةَ ، فما أدري آخْبَرْته أو أُخبِرَ أنَّ القوم خرجوا ، فرجعَ حتى إذا وضعَ رِجلَه في أُسْكُفَّةِ الباب داخلةً وأُخرى خارجةً أرخى السترَ بيني وبينَه ، وأُنزِلت آية الحجاب.[1]
قال اللهُ تعالى ) يا أيها الذين آمنوا لا تدخلُوا بيوتَ النبيّ إلاّ أن يُؤذَنَ لكم إلى طعامٍ غيرَ ناظِرِين إناهُ – إلى قوله – من وراءِ حِجابٍ ( الآية.



[1] صحيح البخاري  - كتاب تفسير القرآن \  سورة البقرة -  باب قوله : لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم -  حديث : ‏4519‏

ليست هناك تعليقات: