الأربعاء، 2 أبريل 2014

من معجزات الرسول (صلى الله عليه وسلم)



ذِكرِ النبيِّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم مَن يُقتَلُ ببَدر
عن سعدِ بن مُعاذٍ رضيَّ اللهُ عنه أنه قال : كان [ كنتُ ] صَديقاً لأميةَ بن خَلَف ، و كان أميةُ إذا مرَّ بالمدينة نزلَ على سعدٍ ، و كان سعدُ إذا مرَّ بمكةَ نزلَ على أُميةَ . فلما قدِمَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم المدينةَ انطلَقَ سعدُ مُعتمِراً ، فنزلَ على أُميةَ بمكةَ ، فقال لأميةَ : انظُرْ لي ساعةَ خَلوةٍ لعلّي أن أطوفَ بالبيت . فخرَجَ بهِ قريباً من نصفِ النهارِ ، فلَقَيهما أبو جَهلٍ فقال : يا أبا صَفوانَ ، مَن هذا معَك ؟ فقال : هذا سعدٌ . فقال له أبو جهل : ألا أراك تَطوفُ بمكةَ آمناً و قد أوَيتُم الصُّبَاةَ و زعمتم أنكم تَنصُرونهم و تُعِينونَهم . أما و اللهِ لولا أنكَ مع أبي صَفوانَ ما رَجعتَ إلى أهلكَ سالما . فقال له سعد – ورَفعَ صوتَهُ عليه - : أما و اللهِ لئن مَنَعتَني هذا لأمنعنَّكَ ما هو أشدُّ عليكَ منه : طريَقكَ على المدينة ، فقال له أمية : لا تَرفَعْ صوتكَ يا سعدُ على أبي الحكم سيدِ أهل الوادي . فقال سعدٌ : دَعْنا عنكَ يا أمية ، فو اللهِ لقد سمعتُ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلّم يقول أنهم قاتِلوك . قال : بمكةَ ؟ قال : لا أدري . ففَزِع لذلكَ أميةُ فزَعاً شديداً . فلما رجعَ أميةُ إلى أهله قال : يا أُمَّ صفوانَ ، ألم تَرَي ما قال لي سعدٌ ؟ قالت : و ما قال لك ؟ قال : زعمَ أنَّ محمداً أخبرهم أنهم قاتليِّ . فقلت [ قالت ] له : بمكةَ ؟ قال : لا أدري . فقال أُميةُ : و اللهِ لا أخرجُ من مكةَ . فلما كان يومُ بدرٍ استَنفَرَ أبو جهلٍ الناسَ قال : أدرِكوا عِيرَكم . فكَرِهَ أُميةُ أن يَخرُجَ ، فأتاه أبو جهلٍ فقال : يا أبا صفوان إنكَ متى ما يَراكَ الناسُ قد تخلَّفتَ و أنتَ سيدُ أهلِ الوادي تخلَّفوا معك . فلم يَزَلْ به أبو جهلٍ حتى قال : أمّا إذ غَلَبتَني فو اللهِ لاشتَرِينَّ أجودَ بعير بمكة . ثمَّ قال أمية : يا أمَّ صفوانَ جَهزِّيني . فقالت له : يا أبا صفوانَ و قد نَسيتَ ما قال لكَ أخوكَ اليَثْرِبيُّ ؟  قال : لا ، ما أريدُ أن أجوزَ معَهم إلا قريباً . فلما خَرجَ أميةُ اخذ لا يترُكُ منزِلاً إلا عَقَلَ بعيَره [ نزلَ عنه مترددا في المضيّ ] ، فلم يزَلْ بذلكَ حتى قتلَه الله عزَّ و جلَّ ببَدر .[1]


[1] صحيح البخاري  - كتاب المغازي \  باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من يقتل ببدر - حديث : ‏3754‏

ليست هناك تعليقات: