الأربعاء، 2 أبريل 2014

المنافقون



عن أُسامة بن زيد رضيَّ اللهُ عنه قال : أن رسولَ الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم ركبَ على حمارٍ على قَطيفةٍ فَدَكية [ كساء غليظ منسوب إلى بلدة فَدَك ] ،وأردَفَ أُسامَةَ بن زيدٍ وراءهُ ، يعودُ سعدَ بن عُبادَةَ في بني الحارثِ بن الخزرج قبلَ وَقعةِ بدر ، قال : حتى مرَّ بمجلسٍ فيه عبدُ الله بن أبيّ ابن سَلول ، وذلك قبلَ أن يَسْلمَ عبدُ اللهِ بنُ أُبيّ ، فإذا في المجلِس أخلاطٌ من المسلمين والمشرِكين عَبَدةِ الأوثانِ واليهودِ والمسلمين ، وفي المجلسِ عبدُ الله بن رَواحة ، فلما غَشِيَتِ المجلسَ عَجاجةُ الدابة خمَّرَ عبد الله بن أبيّ أنفَهُ بردائه ثم قال : لاتُغبَّروا علينا ، فسلّم رسول الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم عليهم ثم وقفَ فنزلَ ، فدعاهم إلى الله ، وقرأ عليهمُ القرآن ، فقال عبدُ الله بن أبي سلول : أيُّها المرءُ ، إنه لا أحسنَ مما تقولُ إن كان حقاً فلا تُؤذِينا به في مَجلسنا ، ارجِعْ إلى رَحلِكَ فمن جاءَك فاقصُصْ عليه . فقال عبدُ الله بن رَواحة : بلى يا رسول الله ، فاغشَنا به في مجالِسنا ، فإِنا نحبُّ ذلك . فاستبَّ المسلمونَ والمشركون واليهودُ حتى كادوا يَتثاورون ، فلم يَزَلِ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم يُخَفِّضُهم حتى سَكنوا . ثم ركِبَ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم دابَتَه فسارَ حتى دَخَل على سعد بن عُبادةَ ، فقال له النبيُّ صلى اللهُ عليهِ و سلّم (( يا سعدُ ألم تَسمعْ ما قال أبو حُباب – يُريد عبد اللهِ بن أُبي – قال كذا وكذا )). قال سعدُ بن عُبادة : يا رسولَ الله اعْفُ عنه واصفَحْ عنه ، فوالذي أنزَلَ عليك الكتابَ ، لقد جاء اللهُ بالحقِّ الذي أنزلَ عليك ولقد اصطلح أهلُ هذِه البُحَيرةِ على أن يُتوِّجوهُ فيعصِّبونهُ بالعِصابة ، فلما أبى اللهُ ذلك بالحقِّ الذي أعطاكَ الله شَرِقَ [ غص به ] بذلك ، فذلكَ فعلَ بِهِ ما رأيت . فعفا عنه رسولُ الله صلى اللهُ عليهِ و سلّم .[1]


[1] صحيح البخاري  - كتاب تفسير القرآن \  سورة البقرة -  باب ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا -  حديث : ‏4299‏

ليست هناك تعليقات: